أبرز الأخبار

حزب الله… فرنجية رئيس توافقي ويحمي ظهر المقاومة

انتقل حزب الله السبت الى ميدان عمليات الانتخابات الرئاسية. حدد مواصفات رئيس الجمهورية الجديد
للبنان، بعدما كان يستخدم في خطاباته ومواقفه مصطلحات تكاد تكون أقرب إلى الحلول الوسطى والتي لا تمس المقاومة في الوقت نفسه. وضع الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بعد ظهر السبت معايير جديدة تقطع الطريق على من تسول له نفسه الوصول الى قصر بعبدا بأجندات معادية للمقاومة. فبحسب السيد نصر الله يريد حزب الله رئيسا لا يطعن المقاومة في الظهر ولا يتأمر عليها، معتبرا في الوقت نفسه أن “لا خيار أمام اللبنانيين إلاّ الحوار في ما بينهم من أجل إنجاز استحقاق الرئاسة”.

في الأيام الماضية، أجرى المعنيون في حزب الله تقييما للأسماء الجدية المطروحة لرئاسة الجمهورية من دون أن يعطي الحزب موقفا حيال اي اسم من الاسماء المطروحة مكتفيا ببيانات ومواقف لمسؤوليه تحمل ما يريد إيصاله من رسائل إلى من يعنيه الأمر حيال الاستحقاق الرئاسي، خاصة وأن الامين العام لحزب الله على تفاهم مطلق مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري حيال الانتخابات الرئاسية ومقاربتها من زاوية وطنية. مع الإشارة في هذا السياق إلى معلومات تحدثت عن بحث البطريرك الماروني بشارة الراعي مع المكونات السياسية الاساسية في ثلاثة أسماء لرئاسة الجمهورية وهي الوزير السابق روجيه ديب، العميد
جورج خوري، وقائد الجيش العماد جوزاف عون.

وفق مصادر على صلة بحزب الله، فإن اسم قائد الجيش اصبح خارج البحث عند الحزب وجرى سحب اسمه من التداول منذ اللقاء الأخير الذي جمع السيد نصر الله برئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل. ويؤشر ذلك إلى أن المواصفات التي حددها السيد نصر الله امس تنطبق على باسيل ورئيس تيار المرده سليمان فرنجية فقط وهذا يشكل تطورا رئاسيا لأن هذه المعادلة طرحها السيد نصر الله شخصيا.

في المقابل، ترى مصادر سياسية أن السيد نصر الله أدخل الاستحقاق الرئاسي في حسابات جديدة لها علاقة بدوره وسلاحه، وهذا ينذر بأن البلد دخل في مرحلة صعبة من فراغ طويل، طالما ان الظروف لا يبدو انها ستنضج بالسرعة المأمولة في خضم التعقيدات التي طرأت على المشهد المحلي ربطاً بخيارات الخارج.

إن حراك الخارج، تجاه الملف الرئاسي لا يزال في إطار العموميات ولا يبدو انه سيحدث خرقا في المدى المنظور، فالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وخلال اتصاله أمس بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان شدد على ضرورة انتخاب رئيس في أسرع وقت ممكن، حتى يتم تنفيذ برنامج الإصلاحات الهيكلية الضرورية لنهوض هذا البلد وتم الاتفاق، بحسب بيان الاليزيه مع ولي العهد السعودي على مواصلة وتعزيز تعاونهما لتلبية الاحتياجات الإنسانية لشعب لبنان. وهذا يعني أن هناك أولويات أكثر أهمية من لبنان في مباحثات رؤساء الدول ومسؤوليها في ظل الأزمة الأوكرانية وتداعياتها على أوروبا قبل سواها، ومسار المفاوضات النووية المتعثر.

وبانتظار التسويات الاقليمية والدولية، فإن معطيات جديدة قد تطرأ على مشهد جلسات انتخاب الرئيس ابتداء من الخميس المقبل، لجهة أن النصاب لن يتأمن إلا إذا جرى الاتفاق على رئيس. وبحسب أوساط سياسية في 8اذار ، فإن عدم اكتمال النصاب سيكون سيد الموقف من الدورة الأولى لجلسة 17 الجاري ولن يتم انتظار الدورة الثانية لتطييره، إلا طرأت معطيات من شأنها أن تبقي الأمور على ما هي عليه من تكرار لسيناريوهات الجلسات السابقة. ومرد ذلك ان رئيس المجلس لن يفتح المجال لمسرحيات البعض حول مواد الدستور وتحويل البرلمان الى سوق عكاظ.

الثابت في هذا السياق، بحسب هذه الأوساط، أن حزب الله لن يطرح اسم فرنجية إذا لم يضمن الـ 65 صوتا، وهو يواجه عقبة باسيل الذي لا يريد البحث في ترشيح فرنجية طالما أنه رافض لهذا الترشيح وأبلغ من يعنيه الأمر بذلك، علما أن رئيس التيار الوطني الحر كان قد طرح أن يتفق وفرنجية على اسم ويتبناه حزب الله إلا أن الأخير رفض ذلك. فالحزب مقتنع بأن فرنجية يمكن أن يحمي ظهر المقاومة ويكون في الوقت نفسه رئيسا توافقيا، ويمكن أن تتقاطع ظروف الخارج مع الداخل لانتخابه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى