أخبار محلية

ترييح الأجواء بين التيار والمردة… وفرنجية متقدماً

اليوم هو الثاني في الروزنامة القاتمة، المعلقة على كرسي رئاسي خلا منتصف ليل الاثنين- الثلاثاء من أي رئيس للجمهورية، وذلك هو الشغور الثالث ما بعد الطائف، حيث الرئيس العماد اميل لحود انتقل في ايلول 2007 من قصر بعبدا الى بيته في البياضة الرابية، فتسلم الفراغ كرسي الرئاسة الى ان تم انتخاب الرئيس العماد ميشال سليمان في الاسبوع الاخير من ايار2008. وبعد ستة اعوام من العهد، حصل الفراغ الثاني واستمر 29 شهرا ونيف اي سنتين ونصف والى ان تم انتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية، في 31 تشرين الاول 2016 وبعدها حصل ما حصل في الأعوام الستة ثم خلت سدة الرئاسة منذ أمس .

في أي حال، في علم الفلك، عندما يحلّ مربع كوكبي في منطقة ما، او على برج ما، او شخص ما، او على بلد ما او مجموعة ما، يكون هذا المربع نذيراً خطيرا.

لكن المربع الذي سنتحدث عنه، هو من نوع آخر، إنه مربع اوصاف او تصنيفات المرشحين الذين قد يصلون (انتخابا) الى سدة الرئاسة. واضلع هذا المربع هي :سياسي- عسكري- اقتصادي- دستوري قضائي.

وأما العوامل التي تغلب الواحد على الآخر في الشوط الأخير فهي:

– الظروف السياسية الداخلية، الفيتويات الحزبية الداخلية بما فيها الميثاقية، التطورات الأمنية، التوازن بين العلاقات والأجواء الخارجية والتفاهمات الداخلية.

فإذا كانت الاجواء سياسية بامتياز، على المرشح السياسي أن يحظى أولاً وعلى الأقل، بقبول أو تقبل إحدى الكتلتين المسيحيتَين النيابيتَين الوازنتَين، الكتلة العونية وكتلة القوات، وبعد ذلك عليه الانتقال لجذب الكتل الأخرى. في الـ 2016، لم تكن ثمة مشكلة، خصوصاً بعدما حلّ الوحي، وتوافقت الكتلتان المسيحيتان على تأييد انتخاب العماد ميشال عون، لرئاسة الجمهورية، وكان ما كان وما بعد ما كان.

وبالتالي الآن، اذا كان رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع، لا يريد ولا يرغب في ان لا تكون لرئيس التيار جبران باسيل، اي فرصة للوصول الى كرسي الرئاسة، فعلى جعجع، أن يقبل ويتقبل، أن تقترع كتلة القوات لأي مرشح غير باسيل، وليس عليه ان يقاطع الانتخاب الرئاسي، وهذا في ما يتعلق بالترشح السياسي.

بالنسبة الى خيار قائد الجيش: ان قائد الجيش العماد جوزاف عون، مرشح يمكن ان يقبل بانتخابه معظم الأفرقاء السياسيين، طالما أن كل فريق من هذا المعظم، لا يستسيغ انتخاب غير مرشحه السياسي للرئاسة، وبالتالي فإن معظم الأفرقاء الذين نتحدث عنهم، مضطرون الى القبول بخيار قائد الجيش رئيساً ولو على مضض (حكما اذا تبلورت الظروف الملائمة لذلك).

عن المرشح الاقتصادي: حتى الآن لا تزال الظروف تضع هذا النوع من الرؤساء في المرتبة الرابعة نظراً الى ارتفاع منسوب الشحن السياسي الداخلي، وصخب التطورات العالمية.

يبقى المرشح العدلي القضائي الدستوري، فلا مؤشرات معقولة بما فيه الكفاية على حظوظه.

اذا عدنا الى اسماء في النادي السياسي الاسترئاسي، فالمرشح رئيس تيار المردة سليمان بك فرنجية، لا يزال حتى اللحظة، مرشحاً مدعوماً أولاً وبقوة، من حزب الله، ومن دون اعلان.. وللعلم أن حزب الله يبذل جهودا من أجل ترييح الأجواء بين فرنجية وباسيل، وقد تظهر نتائج قريباً. ويعمل الحزب لتسهيل الأمور كي يصل الفريقان الى بلورة تفاهم بحدود مقبولة بينهما. قد يستغرب البعض هذا الجو المستجد بين المردة والتيار، لكن على أرض ومسار واقع الاتصالات والمساعي التي يبذلها حزب الله، هناك مسار إيجابي اذا صح التعبير، فتح بين فرنجية وباسيل. ويبقى ان يواكب ذلك، نجاح مسار آخر، هو مسار اقليمي ودولي، في ان يؤمن لفرنجية، عدم ممانعة سعودية، علما بأن لهذا المسار شروطاً جمة، تتعلق بعلاقات لبنان مع السعودية ودول الخليج، كما تتعلق بمواقف حزب الله الموصوفة بالمعادية للسعودية. وعلى رغم ذلك فإن واقع الاتصالات الدولية، والمحادثات السعودية-الايرانية، والتأثيرات الايجابية من ملف الترسيم البحري اللبناني الجنوبي، على أجواء الملف النووي بين ايران والدول الغربية، هذا الواقع قد يساهم في بلورة موقف سعودي مرن أو إيجابي حيال سليمان بك…ومن هنا، وعلى عكس ما يشاع، فإن اسم سليمان فرنجية لا يزال ضمن نادي المرشحين السياسيين المنفتحين للرئاسة. ولربما في مقدمتهم.

 

“ليبانون فايلز”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى