أبرز الأخبار

بالأرقام: “بَيّ الفراغ”… نصف عهد من التعطيل و5 حكومات

 

موقع القوات اللبنانية
حطّم عهد رئيس الجمهورية ميشال عون، الآفل، كل الأرقام القياسية في الفراغ وتصريف الأعمال، واتسم بالتعطيل إذ قضى نحو نصف الولاية الرئاسية في تعطيل تشكيل الحكومات، تحت شعارات وذرائع كثيرة، منها الإصرار على توزير رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل.

ولعلّ المقولة الأشهر التي طبعت العهد وتتردد عند كل تشكيل للحكومة، “لعيون صهر الجنرال ما تتشكّل حكومة”. بالإضافة إلى “بدعة” حصة رئيس الجمهورية التي لعبت دوراً كبيراً في تعطيل تشكيل الحكومات كافة في عهد عون، والتي اتخذ منها ذريعة لتحصيل مكتسبات وزارية والتحكم بالثلث المعطل لأهداف تعطيلية.

وذلك على الرغم من أن عون نفسه، رفض رفضاً قاطعاً إعطاء رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان حصة وزارية، مشدداً خلال مقابلة عبر شاشة الـOTV، الناطق الرسمي باسم العهد، بتاريخ 22 شباط العام 2011، على ضرورة احترام القوانين والمعايير في البلد، سائلاً، “أين الحق الذي يعطي رئيس الجمهورية حصة في الحكومة؟”. لمشاهدة الفيديو اضغط هنا

انتُخب ميشال عون رئيساً للجمهورية في 31 تشرين الأول من العام 2016، ليُنهي فراغاً رئاسياً دام 29 شهراً، وبعد 45 محاولة فاشلة للوصول للنصاب القانوني بسبب مقاطعة نواب تحالف 8 آذار آنذاك.

وافتتح عون ولايته بـ48 يوماً من التعطيل الحكومي، المدة التي بقيت فيها حكومة الرئيس الأسبق للحكومة تمام سلام في تصريف الأعمال، إلى أن أتى رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري على رأس الحكومة الأولى للعهد في 18-12-2016، والتي استمرت لغاية بدء ولاية مجلس النواب الجديد المنتخب في أيار العام 2018، حيث تعتبر الحكومة مستقيلة حكماً. قبل أن تعاد تسمية الحريري مجدداً لتشكيل الحكومة الأولى ما بعد الانتخابات، وبقي التشكيل يترنّح 255 يوماً من التعطيل حتى أفرج العهد عن التشكيلة الحكومية في 31-1-2019.

لم تُعمّر حكومة الحريري أكثر من عام تقريباً، واستقالت بعد مناكفات داخل مجلس الوزراء في 29-10-2019، إثر اندلاع ثورة 17 تشرين الأول العام 2019، ليدخل لبنان مجدداً في التعطيل وتصريف الأعمال 85 يوماً، وهي المدة التي بقي فيها السفير مصطفى أديب المكلف بتشكيل الحكومة من دون نجاح، واعتذر بعدها عن التأليف، فأتى حسان دياب رئيساً للحكومة في 21-1-2020، وبقيت حكومته لغاية 10-8-2020.

بعدها، عاشت الرئاسة الثالثة أطول مدة تعطيل في تاريخ عهد الرئيس عون، إذ استغرق تشكيل الحكومة بين اعتذار الحريري عن التأليف وتشكيل الحكومة برئاسة نجيب ميقاتي 397 يوماً، فأبصرت النور في 10-9-2021، واستمرت لغاية تاريخ إجراء الانتخابات النيابية الأخيرة في أيار الماضي.

ولا تزال حكومة ميقاتي في موقع تصريف الأعمال حتى اليوم، علماً أنه كُلِّف بموجب الاستشارات النيابية الملزمة بتشكيل الحكومة الجديدة بعد الانتخابات. لكن مهمته لم تتكلَّل بالنجاح حتى الآن، بسبب العراقيل والتعطيل والمطالب والشروط والطمع العوني. ويبدو أن لا حكومة حتى انتهاء ولاية الرئيس عون، ما يعني 164 يوماً إضافياً من التعطيل لغاية خروج عون من القصر. وفي عملية حسابية بسيطة، يكون عون قد استحق عن جدارة لقب “بَيّ التعطيل والفراغ”، إذ استهلك 949 يوماً من عهده في 5 حكومات تصريف أعمال، أي ما يمثِّل نسبة 43.3% من أيام ولايته، التي بلغت 2191 يوماً، ما يعادل نصف عهد من التعطيل وتصريف الأعمال وهدر الوقت في المناكفات السياسية.

ولعون باع طويل مع التعطيل والفراغ في مؤسسات الدولة. فهو الذي رفض الخروج من قصر بعبدا عندما كان رئيساً لحكومة عسكرية انتقالية، وعطّل اجراء الانتخابات الرئاسية من 23 أيلول العام 1988 لغاية 13 تشرين الأول من العام 1989، ما يعادل سنتين و20 يوماً من الفراغ الرئاسي وتعطيل الانتخابات الرئاسية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى