أبرز الأخبار

اللقاء المستحيل بين حزب الله والقوات… لا ثقة بخيارات حكيمها!

“ليبانون ديبايت” – محمد المدني

مع اقتراب مغادرة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون القصر الجمهوري في 31/10/2022، يتعرّض رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع لسيل من الضغوطات السياسية التي تطالبه بضرورة الحديث مع حزب الله ولو عبر وسطاء مباشرين.

واقعياً، قد يُبرد الحوار بين حزب الله من جهة والقوات اللبنانية من جهة أخرى سخونة المعارك السياسية بين الطرفين والتي تتحوّل في بعض الأوقات الى معارك دمويّة، تماماً كما حصل في الطيونة بتاريخ 14/10/2021. ولكن ما أبعاد هذا التفاهم؟ هل هو سياسي شامل أم رئاسي مؤقت؟

المطالبات أو الضغوطات التي يتعرّض لها جعجع هي نفسها تهمس في آذان بعض المسؤولين في حزب الله عن إمكانية تلاقي بين الأخير والقوات. وقد انحصر الطرح بالملف الرئاسي تجنباً للفراغ القاتل الذي سيُدخل لبنان في فوضى دستورية غير مسبوقة.

لكن كما يعلم القاصي والداني، فإن الخلافات بين حارة حريك ومعراب تجعل التواصل بين الجانبين أشبه بالمستحيل، وكل طرف منهما يلعب دور رأس الحربة في الحرب السياسية العلنية بينهما والتي تخطّت حدود معارك 14 و8 آذار بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري عام 2005.

قد يكون رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط أبرز المهتمين بفتح قنوات اتصال بين الحزب والقوات، خصوصًا أن جنبلاط بات له مكانة بارزة لدى الحزب جرّاء مواقفه المستجدّة من الحزب ودور سلاحه. لكن ليس بمقدور الوسطاء المحليين، أكان جنبلاط أو رئيس مجلس النواب نبيه برّي، تغيير واقع الحال بين حزب الله والقوات اللبنانية، لا بل الأمر يستدعي تدخل قادة العالم من شرقه إلى غربه، وقد لا ينجحوا أيضاً.

مصدر بارز في القوات اللبنانية يقول، “من المستحيل حصول تفاهم رئاسي بين القوات اللبنانية وحزب الله لأن القوات اللبنانية تريد رئيسًا للجمهورية يبني الدولة ويطبق الدستور ويلتزم بقرارات الشرعية الدولية ويحّيد لبنان عن صراعات المحاور ويثبّت الاستقرار، بينما حزب الله يريد رئيساً للجمهورية يشكل غطاء لدوره وسلاحه.

ويضيف “أما في حال سلّم حزب الله بتوجه القوات اللبنانية وبوصول مرشح سيادي وإصلاحي، يكون هو من أتى إلى دعم طرحنا، لكن نحن لسنا في وارد لا من قريب ولا من بعيد التفاهم معه على رئيس محدّد”.

ويؤكد المصدر أنه “من غير الممكن أن نشهد حواراً ثنائياً بين قيادتي حزب الله والقوات، نحن شاركنا في طاولات حوار وطنية وشاركنا في حكومات ونحن في البرلمان موجودون مع حزب الله، لكن الحوار الثنائي غير ممكن لثلاثة أسباب أساسية.

أولاً، لأن حزب الله يتمسك بسلاحه بذريعة المقاومة.

ثانياً، لأن حزب الله يتمسك بدوره الإقليمي انطلاقاً من عقيدة إسلامية لا علاقة لها بلبنان، وهو يعلن جهاراً بأن دوره يمتد الى سوريا والعراق والبحرين والى كل أنحاء المعمورة.

ثالثاً، لأن حزب الله لا يؤمن بنهائية الكيان اللبناني ولا بالدستور ولا بالقرارات الدولية ولا بمفهومنا للحياد، ونحن على خلاف استراتيجي مع هذا الحزب وعلى قناعة أن الحوار معه لا يؤدي الى أي نتيجة.

لا يبدو أن هناك إمكانية للتفاهم بين الحزب والقوات ولن يكون هناك أي لقاء قيادي قريب في المدى المنظور لأن سد الهوة بينهما يلزمه وقت طويل وعلى الأرجح سيفشل، خصوصًا أن قيادة الحزب غير متحمسة لأي حوار مع القوات ولا تثق بخيارات حكيمها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى