أبرز الأخبار

مفارقة في نظام المحاصصة!

 

المحامي لوسيان عون – كاتب ومحلل سياسي

يندر سماع خبر طلب أحد الوزراء في حكومة لبنانية ولدت من رحم الصفقات والمحاصصات من المعنيين في التكليف والتأليف إعفاءه من جنة التوزير وعودته الى حياة المواطنية العادية ليمارس اعماله الشخصية بعيداً عن هموم وطن مفلس ووزارات ودوائر رسمية وصلت الى الحضيض.
الوزير جورج القرم وزير الاتصالات ذاق الامرين لاشهر عديدة، اختير في الحكومة الميقاتية لتولي وزارته ،ودعي الى مائدة تحمل مسؤوليات جسام وخاض مشروع رفع تعرفة الخليوي ،فوضع في مواجهة المواطنين وجهاً لوجه الى ان استضيف في احد البرامج التلفزيونية مع الاعلامي مرسال غانم فكانت معه لحظات ربما كانت الادق والاصعب في حياته، فتحمل ضغوطاً سياسية وشعبية هائلة تسأله عن سبب تلك التركيبة الحسابية الخلبية التي فرض عليه تطبيقها فكان ثقل أعوام هدر الآخرين وفسادهم لترمى على ظهره، وقد كتب عليه تحملها لا بل تبريرها، ولربما تبرأة هؤلاء من دم الأشرار، الذين خاضوا عقوداً من السرقات والهدر والنهب.
اليوم يخرج الوزير القرم من لعبة نهب البلاد والادارات والمؤسسات العامة ،ويعود الى منزله مرتاح الضمير،
لقد حاولوا الباسه ثوباً لم يعتد على ارتدائه،
نهبوا اموال وزاراته ومعدات تجهيزاتها ،
قد يكون اخطا يوماً في الرضوخ لهم وتقبل المهمة وخوضها،
لكنه وزير آدمي لم ينهب ولم يسرق ولم يستغل النفوذ والمنصب والسلطة ويعبىء جيوبه من المال العام ،
بل كان الشواذ… نعم الشواذ عن قاعدة قوامها شغف السلطة والشراهة حتى الثمالة في الاثراء غير المشوع ونهب الاموال العامة…
القرم يصرخ اليوم : ” كفى…. إرحموني…. كفى جلداً وعقوبة لاثم لم ارتكبه، بل جرائم اقترفتموها وحاولتم الصاقي بها لكني برّاء من سرقاتكم ونهبكم بعدما سلّمتموني قطاعاً هيكلاً عظمياً….
اعتذر عن تلبس هذه الجريمة المجزرة….
واختاروا من تريدون ليخلفني في جنة النهب والسلب والافلاس، واعتذر عما اقترفته يوماً لاني ارتضيت قبول هذه المهمة التي كشف انها لم تكن سوى تغطية ما جنته ايديكم من جرائم وتركة ثقيلة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى