أخبار محلية

جلسة انتخاب الرئيس المقبلة لن تكون كسابقتها… تسوية ستغيّر نتيجة التصويت

فادي عيد – الديار

يتوقع أن تتغير المعطيات شكلاً ومضموناً في جلسة انتخاب الرئيس المقبلة، وتحديداً على صعيد الإقتراع بحيث ستكون هناك إعادة خلط أوراق وتبدّلاً في المشهد الذي كان سائداً في الجلسة الأولى، وهذا ما يظهر، وفق المعلومات من أكثر من تكتل نيابي، وخصوصاً على خط التغييريين والنواب السنّة، بمعنى أن التصويت لن يكون شبيهاً لما كان عليه الخميس المنصرم، إلا في حال حصلت مفاجأة بفعل المساعي الجارية فرنسياً وعربياً، وعبر التحرّك من أكثر من عاصمة غربية، من أجل التوصل إلى تسوية حول الملف اللبناني، ولا سيما التوافق على رئيس للجمهورية من كل المكوّنات السياسية والكتل النيابية.

 

ولهذه الغاية، تابعت المعلومات، أن فرنسا تواصلت مع جهات إقليمية في اليومين الماضيين، وستكون لها حركة مكثّفة مع الأطراف اللبنانية على اختلافها، إما من خلال اتصالات يقوم بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع بعض الجهات المحلية الرئاسية، ومرجعيات فاعلة، وإلا قد يصل موفد رئاسي فرنسي إلى بيروت لتبليغ الموقف الفرنسي، باعتبار أن جلسة انتخاب الرئيس الأولى كوّنت صورة أولية للمجتمع الدولي، ولا سيما للدول المعنية بالشأن المحلي، وثمة ارتياح لتحديد الرئيس نبيه بري الجلسة التي انعقدت، ما فتح الطريق أمام الإنطلاق بالحسم، والذي قد يكون تدريجياً من خلال المساعي الجارية راهناً.

 

وهنا أيضاً، ثمة معلومات عن مشاورات تجري على خط الفاتيكان ـ باريس بعيداً عن الأضواء، وتعتبر من الأهمية بمكان نظراً لقلق الطرفين على الوضع اللبناني من جوانبه كافة، وخصوصاً ما يعانيه أبناء هذا البلد من ظروف صعبة ومخيفة على المستويات الإقتصادية والحياتية، ولهذه الغاية، فإن التسوية قد تكون الحل الأكثر واقعية في مثل هذه الأجواء المحيطة بالبلد، بمعنى أن فريقاً لا يريد أي رئيس من الفريق المقابل، والعكس صحيح، تالياً ثمة صعوبة للتوافق على شخصية تحظى بتوافق الجميع، مما يعقّد الأمور ويبقي الإستحقاق الرئاسي عالقاً أمام تعنّت هذه الجهة وتلك، ودخول البلد في سياسة المحاور أكثر من أي وقت مضى، ولذا، فالتسوية قد تكون مدخلاً لفرض الحلّ كما كانت الحال في “الدوحة” وقبلها في “الطائف”، إذ لم يُنتخب أي رئيس، وعلى الرغم من التوافق الداخلي في بعض المحطات، إلا بـ”قبّة باط” دولية وإقليمية.

وعلى خط آخر، علم أن بعض القوى السياسية غادرت البلد منتصف الأسبوع المنصرم إلى بعض الدول الغربية، لاستطلاع الأجواء الرئاسية ولقاء أصدقاء قدامى لهم صلات وعلاقات مع الدوائر الرئاسية والحكومية في بلدانهم، خصوصاً بعد البيان الثلاثي الأميركي ـ الفرنسي ـ السعودي، والذي فتح الطريق أمام التسوية، ومن هنا، فإن الأسبوع الجاري من شأنه أن يبلور ماهية هذه التحركات الدولية والعربية، وعما إذا كان هناك من تسويق لمرشح معيّن، أو أن بعض المرشحين الحاليين، والذين نالوا نسبة أصوات مقبولة في الدورة الأولى، سيُصنّفون في خانة هؤلاء المرشحين الذين يبنى عليهم كتوافقيين، ومن خارج الإصطفافات السياسية، على اعتبار أنهم حازوا على أصوات أكثر من كتلة نيابية، لذا، فإن إعادة خلط أوراق ستحصل في الجلسة المقبلة، وينقل بأن رئيس المجلس النيابي نبيه بري، لن يحدّدها قبل أن تصله ملامح التوافق الدولي ـ الإقليمي، وعندما يتلقّف هذه الإشارة سيحدّد الجلسة فوراً، وهو الذي ختم جلسة الخميس عندما سئل عن موعد الجلسة القادمة، ردّ: “عندما يأتي التوافق”.

وعليه، يبقى أن ما يحصل اليوم هو عملية جوجلة للمواقف وتقييم ما حصل وإجراء “بوانتاج” من شأنه أن يكون مدخلاً لمعرفة المرشح الأوفر حظاً، وذلك، ربطاً بما سيحمله الموفد الفرنسي إلى بيروت، أو ما سيتم تبليغه للمسؤولين اللبنانيين من قبل الرئيس ماكرون حول موقف باريس، وما إذا كان لديها إسماً معيناً بعدما حدّدت المواصفات من ضمن البيان الثلاثي المشترك الأميركي ـ الفرنسي ـ السعودي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Advertisements