أبرز الأخبار

الحزب حسم تسميته وينتظر لقاء الحريري.. وفرنجية يُطلق حملته الرئاسية

مخطئ من يعتقد أن الرئيس المقبل للجمهورية اللبنانية سيكون خارجاً عن الاصطفافات الداخلية التي تسيطر على مؤسسات الدولة. الرهان على تغيير حقيقي للمنظومة يتطلب أكثر من تغيير على مستوى رئاسي ويرتبط مباشرة بدستور جديد يراعي التوازنات الطائفية والمذهبية التي شهدت تطورات كبيرة على مدى ثلاثة عقود.

وفي الحديث عن رئيس الجمهورية المقبل، لا بد من العودة الى المواقف التي سُجلت على مستوى القوى والقادة المؤثرين على هذا الاستحقاق وفي طليعتهم حزب الله الذي وضع مواصفات الرئيس المقبل منذ أن طوى صفحة الرئيس التوافقي واتجه نحو رئيس المحور في العام 2016. فتجربة الرئيس ميشال سليمان كانت وسطية بين الرئيسين اميل لحود وميشال عون، وأُرغم الحزب على القبول بها لامتصاص نقمة الشارع السني بعد استشهاد الرئيس رفيق الحريري وما تبعها من ثورات وانسحاب للجيش السوري من لبنان. كلها عوامل أدت بعد 7 أيار 2008 الى تسوية الدوحة التي جاءت بميشال سليمان رئيسا توافقيا من قبل الاطراف كافة لقيادة مرحلة انتقالية تتجه أكثر نحو تحكم حزب الله بالساحة الداخلية.

اليوم، وبعد انتهاء عهد العماد ميشال عون، يتطلع الحزب الى رئيس يكون منخرطا أكثر في المحور الممانع ويمتلك أجندة متطابقة تماما مع الحزب لاسيما بكل ما يتصل بأمن المقاومة وسلاحها، وهذا الامر ينسجم برأي الحزب مع مرشحين كثر من المحور المقتنعين بضرورة تبني الاستراتيجية الدفاعية التي واكبت على مدى سنوات الحكومات المتعاقبة وبياناتها الوزارية، وبعد تصريحات الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله والتي أكد ان هذه الاستراتيجية باتت خارج أي بيان حكومي، فإن المطلوب على مستوى الحزب من الرئيس الجديد للجمهورية تشريع هذه الاستراتيجية واقعا وقانونا، وينطبق الامر في منظار قادة هذا المحور على شخصية مارونية لديها مواقف لا تلين ولا تتنازل عنها ولو كلفها الامر مستقبلها السياسي. في قاموس الحزب تنطبق هذه المواصفات على سليمان فرنجية الواضح مع الاصدقاء والخصوم والمُخلص لمحوره في تبني مشروعه السياسي كاملا من بيروت الى دمشق فطهران، ويلمس حزب الله قناعة فرنجية عندما ينقل أحد السفراء الغربيين الفاعلين في لبنان عن زعيم تيار المرده تمسكه بحزب الله وبخطه المقاوم طالما ان التهديدات مستمرة وجزء من الاراضي محتل وأنه سيبقى على العهد طالما ان قناعته راسخة بضرورة بقاء السلاح الداعم للدولة لردع أي عدوان.

وتشهد محطات كثيرة على “إخلاص” سليمان فرنجية للقضية المدافع عنها، فهو وان خاصم التيار الوطني الحر على التفاصيل اللبنانية الضيقة، الا أنه بقي مخلصاً في القضايا الاستراتيجية ورفض المساومة او الهجوم على باسيل عندما ارتبطت الوقائع بالامور التي تمس جوهر خطه السياسي، فكان مدافعا في الصفوف الامامية لأي ملف يتعلق بتخوين باسيل أو التيار الوطني الحر، وعندما وضع في خانة الاختيار بين جبران باسيل وسمير جعجع لرئاسة الجمهورية بادر بسرعة الى اختيار الاول من دون أي تردد.

تَرَيُث حزب الله بتسمية سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، يأتي حكما لصالح الرجل الذي يطرح نفسه رئيسا جامعا لكل اللبنانيين وقد تعلم مع محوره من تجربة الرئيس ميشال عون في الحكم، وهو يسعى الى عقد لقاءات مع مختلف الاطراف من اصدقاء وخصوم ويقدم نفسه على أنه رجل الوفاق الوطني، ويسعى فرنجية أيضا للقاء الرئيس سعد الحريري في باريس وقد أرسل موفدين الى قيادات في تيار المستقبل تمهيدا لهذا اللقاء في العاصمة الفرنسية للاتفاق على خارطة طريق المرحلة المقبلة، حيث يُصر فرنجية على أن يكون الحريري رئيسا لأول حكومة في عهده في حال وصل الى رئاسة الجمهورية، واصرار فرنجية قد يتغير في حال وجد أن التطورات على المستوى الاقليمي وضعت الحريري خارج المعادلة السنية في لبنان، أما اليوم فلا يزال الرجل زعيما للسنة وينتظر التوقيت المناسب للعودة الى بيروت ضمن رزمة التغيرات الاقليمية.

 

ليبانون فايلز/ علاء الخوري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى