أبرز الأخبار

“حزب الله” يوصد باب زيارات المرشحين.. الوصول إلى رقم “القوات” صعب

لم يدخل حزب الله بعد الى عمق المعركة الرئاسية، فحتى الساعة يبدو أنه منهمك بمساعيه لتأليف الحكومة. وبحسب المعلومات فإن أكثر من شخصية مارونية تطمح للوصول الى قصر بعبدا تحاول التواصل مع مسؤولين مقربين من الحزب في محاولة لترتيب لقاءات مع المعنيين في حارة حريك، إلا أنها لم تنجح في ذلك، ومرد ذلك اقتناع الحزب أن زيارة مرشح ما سوف تكون فاتحة لزيارات مرشحين آخرين هو بغنى عنها في الوقت الراهن، خاصة وان حزب الله بحسب المقربين منه، يبكون تركيزه الأساس منصبا على ايصال الاقربين اليه من الحلفاء الى بعبدا (رئيس تيار المرده سليمان فرنجية) بالدرجة الأولى، وإذا لم تنجح المساعي أو إذا فرضت المعطيات وقائع جديدة فلكل حادث حديث بعدها، مع إشارة الاوساط الى ان الامور لا تزال ضبابية والملف الرئاسي يتراوح اليوم بين اي مشروع نريد، هل نريد شخصية تشبه الرئيس الراحل فؤاد شهاب؟ أو نريد شخصية تشبه الرئيس الياس سركيس؟ هذا كله يبقى رهن انكباب المعنيين في الداخل والخارج على هذا الملف وعلى المشروع المرسوم للبنان.

في المقابل يقول بعض السياسيين الذين يعتبرون أنفسهم حياديين بالمعنى المجازي لا الحصري للكلمة أن “القوات اللبنانية” تنطلق في حساباتها الرئاسية من قاعدة قد تبدو صعبة المنال، لأن تحقيق ما تصبو وتسعى إليه هو من سابع المستحيلات. فللوصول إلى رقم 67 نائبًا هو بمثابة حلم من المستحيل الوصول إليه، وذلك نظرًا إلى تشتّت المعارضة بمعناها النظري.
ويقول هؤلاء السياسيون أن مقاربة “القوات” للواقع السياسي تنطلق من مغالطات كثيرة، وأهمّها أن “حزب الله” أو “الثنائي الشيعي” لم يعد في مقدوره التحكّم بالورقة الرئاسية كما كانت عليه الحال في العام 2014، ذلك لأن الحزب الذي لا يزال يعتبر أنه من المبكر كشف كل أوراقه الرئاسية يتصرّف بحذر تام، وهو يسعى إلى الإستفادة قدر المستطاع من تشرذم الطرف الآخر، من خلال إستمالة البعض إلى طروحات غير مستفِزّة وغير منفِّرة أو بتعبير آخر إستيعابية، مع علمه المسبق أن أي تقارب بينه وبين أي فريق آخر من الطرف الآخر يعني بالضرورة أن هذا الفريق سيسير معه في خياراته الرئاسية.

في المقابل ترى “القوات” نفسها الطرف الأكثر تماسكًا لجهة إتخاذ القرار ورسم استراتيجية خوض المعركة الرئاسية. لكنها في الوقت نفسه مدركة أن الإستحقاق يحتاج إلى تكاتف المعارضة في وجه “حزب الله” وحلفائه. لذا كان المدماك الأول في الإستراتيجية الرئاسية التحضير لوصول رئيس تتفق عليه قوى المعارضة، أي “القوات” و”المستقلون” و”التغييريون” والحزب “التقدمي الإشتراكي”، إذا أمكن احتسابه في صفوف المعارضة، من أجل وضع برنامج عمل واضح.
فـ”القوات” تضع نصب أعينها هدفين أساسيين: الأول الوصول إلى 67 نائبا من أجل اختيار الرئيس الجديد، وهو أمر يبدو مستحيل التحقيق، والهدف الثاني منع وصول أي مرشح لـ”حزب الله”، أي تأمين العدد الكافي من الأصوات التعطيلية، وهو أمر ممكن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى