أخبار محلية

فرار وانتحار وموت مفاجئ لعناصر قوى الامن الداخلي

كتبت المدن

بات الفرار من الخدمة الحلّ الوحيد والأخير المتبقي أمام بعض عناصر قوى الأمن الداخلي. وسجلت في السنتين الأخيرتين مئات حالات الفرار الدورية والشهريّة، هربًا من ما بات يُطلق عليه العمل بالسّخرة. وقد تجاوز في العام المنصرم فرار 400 عنصر، رغم تكتم المديرية التام عن هذا الموضوع. فالعنصر اليوم ممنوع من العمل في مكان آخر، رغم فقدان قيمة راتبه. لكن معظم العناصر توجهوا مؤخرًا إلى عمل آخر بدوام جزئي. فطلبات التسريح ترفض، منذ أكثر من 3 سنوات، رغم من انتهاء عقود تطوع كثيرين. أما مأذونيات السفر فترفض دائمًا، بعدما لجأت إليها كثرة العناصر. حتى حصول هؤلاء على هويات وجوازات سفرهم للفرار والبقاء خارج البلاد، باتت متعذرة. فعادة ما تكون أوراق العنصر الثبوتية محجوزة لدى المؤسسة ويتنقل ببطاقة أمنية تعرّف عنه.

هذا الواقع الذي حجز العناصر قسريًا في ما يشبه السجن، رماهم في دوامة من الخوف والعجز إزاء واقعهم وتغييره. لذا كان الانتحار الحلّ الأخير، بدل القيام بانتفاضة مثلًا: فالكثير من العناصر في قوى الأمن الداخلي فضلوا خيار الموت على بقائهم في حلقة احتجاز قسري. ومنذ أشهر شهدت بوابة المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي حالتي انتحار في وضح النهار. كما شهدت مخافر عدة وثكنات موت عناصرها المتعمد في حرمها. وسُجلت عشرات حالات الوفاة بذبحات قلبية أثناء الخدمة الفعلية والدوام الرسمي، بسبب الضغوط المعيشية وأعباء الخدمة. وتفشت الأمراض المزمنة في صفوف العناصر الرازحين تحت أعتى أشكال الفاقة والمهانة الاقتصادية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى