أخبار محلية

رئيس الجمهورية اللبناني المقبل

في 15 ايار انخفضت حظوظ رئيس تيار المردة سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية بما انه حصل على نائب واحد، ولكن، في 31 ايار عادت اسهمه لترتفع مجددا بعد انتخاب نبيه بري لرئاسة مجلس النواب، واظهار حزب الله وأمل وحلفائهما من بينهم المردة انهم قادرون على ايصال من يريدون الى سدة الحكم. في المقابل، الاكثرية النيابية بين قوات لبنانية وكتائب وتغييريين ومستقلين لم يتحدوا، لذلك فشلوا في ايصال مرشحهم لرئاسة البرلمان ونائبه ايضا. وبالتالي لا يزال سليمان فرنجية المرشح الاوفر حظا لرئاسة الجمهورية المقبلة، خاصة ان مصادر ديبلوماسية رفيعة المستوى اكدت ان الاستحقاق الرئاسي سيحصل في موعده هذه المرة ولن يحصل فراغ على غرار المرات السابقة انما لا حكومة من الان حتى انتخاب رئيس جديد للجمهورية.

والسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا سليمان فرنجية الاوفر حظا بين باقي المرشحين للرئاسة؟ من بين المرشحين رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل وقائد الجيش جوزاف عون ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الى جانب مرشحين توافقيين على غرار زياد بارود، مروان شربل، نعمة افرام وغيرهم.

اولا احزاب كثيرة ترفض وصول جبران باسيل للرئاسة من بينها القوات اللبنانية والكتائب فضلا عن ان حركة امل والحزب التقدمي الاشتراكي يرونه شخصية استفزازية، كما ان باسيل لا يملك شعبية في صفوف البيئة السنية.

وقائد الجيش جوزاف عون له تأييد شعبي لا بأس به وهو على علاقة جيدة مع معظم الاطراف، انما الاهتمام الاميركي الزائد به اضره اكثر مما افاده. والحال ان جهات لبنانية ابرزها حزب الله لن تسمح بمجيء قائد جيش مقرب جدا من الاميركيين، خاصة ان الولايات المتحدة مارست وتمارس ضغوطا على المقاومة ولا تزال بين الحين والاخر تفرض عقوبات على شخصيات او مؤسسات تابعة لحزب الله.

اما رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع فان حظوظه جد ضعيفة ليصبح رئيسا للجمهورية، وان كان يحظى بشعبية مسيحية كبيرة، انما هذا العامل ليس كافيا، وقد اثبتت التجارب ان الرئيس القوي ليس بالضرورة ان يكون الرئيس الناجح والحكيم. وقد يقول قائل ان سمير جعجع يتمتع بشخصية مختلفة عن رئيس الجمهورية الحالي ميشال عون وهذا صحيح، ولكن العواقب التي تمنعه من ان يكون رئيسا هو ان احزابا تضع فيتو عليه بشكل كامل، وبالتالي وصوله الى قصر بعبدا هو امر مستحيل لان التسويات تنجح في التركيبة اللبنانية اما معادلة «ابيض او اسود» فلم يكتب يوما لها النجاح والتاريخ اكبر شاهد على ذلك.

وعن باقي الشخصيات التي تتقدم على اساس انهم مرشحون توافقيون قد يصل من بينهم احدهم الى رئاسة الجمهورية على غرار الرئيس الراحل الياس سركيس الذي لم يكن لديه حيثية شعبية، بل كان حاكم مصرف لبنان، وقد عرف بنزاهته وتمكن من ادارة البلاد بعدالة في احلك مراحل الحرب الاهلية. اليوم التوجه لرئيس شبيه بالياس سركيس، رئيس عادل يتقبله الجميع، ويعلم جيدا كيفية الحكم في لبنان؟

ذلك ان الفراغ قاتل بالنسبة للبنان، ولذلك ستحصل انتخابات رئاسة الجمهورية في وقتها، ولكن الاهم للناس اولا وثانيا وثالثا هو ان يتحسن الاقتصاد فينعكس ايجابا على احوالهم الاجتماعية والمعيشية ويتوقف نزيف الهجرة الذي حوّل لبنان الى لبنان مهجور.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى