أخبار محلية

المدارس “إلى الدولرة ” وهذا المتوقع للعام المقبل

بيروت الحرة

المدارس “إلى الدولرة ” أيام معدودة تفصل عن نهاية العام الدراسي، الذي حمل في طياته الكثير من المشاكل والأزمات، على وقع انهيار كبير في سعر العملة، ومطالب الاساتذة بتحسين اوضاعهم ،

وصرخة الاهل غير القادرين على تأمين أبسط الأمور لأولادهم. إلاّ أن العين تبقى على العام المقبل، وما يحمله في طياته

من أزمات ومشاكل، وزيادات على الأقساط لتكون قادرة على تأمين، ليس فقط رواتب المعلمين، بل أيضاً المصاريف التشغيلية للمدرسة، مع مراعاة وضع الأهل المادي.

الأمين العام للمدارس الكاثوليكية الأب يوسف نصر لفت في حديث ل” للنان ٢٤” إلى ان المشاكل تتضاعف ومع تقدّم الوقت تزداد ، في ظلّ عدم استقرار بسعر صرف الدولار بين الصعود والهبوط المفاجئ مع ارتفاع سعر المحروقات بشكل مخيف، ما شكّل أزمةً حقيقية لدى المدارس.

ولفت إلى انه وعلى وقع الإنهيار المخيف  للعملة اللبنانية، بات الإقتصاد اللبناني وكأنه يتجّه إلى الدولرة وهذا الأمر سينعكس حتماً على الأقساط، في حين أن وزير التربية يسعى جاهداً لتأمين الدولار إلى القطاع التربوي الرسمي،

كما أن مؤسسات أخرى تسعى إلى تأمين الدولار لموظفيها، فلا ثبات في الإقتصاد اللبناني حالياً إلاّ من خلال اللجوء إلى العملات الصعبة وأقول هذا، إنطلاقاً من قراءةٍ إقتصادية للواقع الذي نعيشه “.

الأستاذ غير راضٍ عن وضعه

وشدد الأب نصر، على أن الأساتذة لن يقبلوا مع انطلاق
العام الجديد، الإستمرار في التعليم في ظلّ رواتب لا تتجاوز في معدلاتها حدود 3 ملايين، أي ما يقارب الـ100 دولار ،

في حين أن المدرسة تتكبّد خسائر كبيرة نتيجة المصاريف التشغيلية المخيفة، إنطلاقاً من غلاء أسعار المحروقات والمازوت لتأمين الكهرباء

والتدفئة ، لأنه من المستحيل أن يكون عام دراسي من دون كهرباء وتدفئة للطلاب خصوصاً في المناطق الجبلية.

ما الحلّ؟
ورداً على سؤال عن الحلول، يؤكد الأب نصر، أن هناك العديد من الأمور التي كانت مطروحة على الطاولة كأسس للحلّ ترضي كل الأطراف، وتؤمن عاماً دراسياً مستقراً للطلاب، “
وهنا كان التفكير جدياً بموضوع إبقاء الموازنة المدرسية
بالليرة اللبنانية للعام الدراسي 2022 – 2023 وفق ما
كانت عليه في العام 2021 – 2022، مع العمل على استيفاء جزء من

الأقساط بالدولار ، لكي تتمكن المدارس من تأمين الرواتب والمصاريف التشغيلية”، مشيراً إلى أن هذا الأمر لا يزال محطّ حوار ونقاش مع الهيئات التعليمية ولجان الأهل.

ماذا عن الأهل؟
هل الأهل قادرون على تأمين الأقساط بالدولار؟ هنا
يشير الأب نصر، إلى أن إدارات المدارس الكاثوليكية
مدركةٌ تماماً لحجم الضغط الذي يعاني منه الأهل، وعدم قدرة
قسطٍ كبير منهم على تأمين الأقساط بالدولار، لا

سيّما الموظفين في القطاع العام، والقوى الأمنية والعسكر، وكذلك بالنسبة للموظفين الذين يتقاضون رواتبهم بالليرة اللبنانية.

ومن هنا يتمّ العمل على وضع خطة استراتيجية تقوم على الأمور التالية:
– إجراء عملية رصد دقيق لإمكانات الأهل في المؤسسات التربوية.

– انشاء صندوق تعاضدي مستقلّ يساهم فيه الأهالي المقتدرون الذين يتقاضون رواتبهم بالدولار، أو الذين يحصلون على دعم من المغتربين، أو الذين تدولر اقتصادهم (أصحاب المهن الحرة).

– أمّا الاهالي غير القادرين، فإن المدارس لن
تلزمهم بالدفع ما لم يكن لديهم القدرة، وستسعى جاهدةً إلى تأمين
مساعدات من الجهات المانحة لتغطية هذه الحاجة المطلوبة،

إن لجهة رواتب المعلمين أو لتأمين المصاريف الإضافية بالدولار الأميركي، ولتغطية عجز بعض العائلات عن دفع جزء من الأقساط بالدولار.

إحتساب الدولار
ولكن كيف سيتمّ احتساب الدولار ؟ في هذا الإطار، يوضح الأب
نصر، أن الدولار المطلوب لدعم الصندوق التعاضدي يجب أن يُحتسب، بحسب بيئة المؤسسة، والتي
تختلف من مؤسسةٍ إلى أخرى، وقال: “هناك
بيئة تحتمل الزيادات وعددها يقارب الـ17 مدرسة، يمكن أن تكون فيها

الزيادة ما بين 500 إلى ألف دولار، مع ضرورة العمل على تفعيل عمل المكاتب الإجتماعية لكي لا تخسر هذه المدارس بعض العائلات. أمّا المدارس المتوسطة والتي

تشمل حوالى الـ35 مدرسة، فنقترح أن تكون الزيادة بالدولار ما بين 200 و400 دولار على أن لا يكون الموضوع المالي عائقاً أمام الأهل، من خلال تفعيل المكاتب الاجتماعية،
وتأمين الدعم اللازم لها من الجهات المانحة. أما المدارس الصغيرة،

ذات البيئة “الفقيرة” والتي يقارب عددها الـ270 مدرسة،
وفي هذه الحال، يمكن للزيادة أن تكون ما بين 50
وال100 دولار، على أن يكون القسم المتبقّي من الجهات المانحة.

وعن عدم زيادة الأقساط بالليرة اللبنانية، أشار الأب نصر إلى أنه “إذا تمّ احتساب قيمة الزيادات المتوقعة مع الغلاء الحاصل، وترجمنا هذه الزيادات على القسط المدرسي،

فعندها يجب ضرب القسط المدرسي بـ4 أضعاف
لتغطية هذه التكاليف، أي أن القسط الذي كان
4 ملايين سيصبح 16 مليوناً، فهل يستطيع الأهل تحمّل هذا الأمر؟

وأكد الأب نصر أن المدارس الكاثوليكية في لبنان تعطي الأولوية ومع انطلاق العام الجديد لثلاثة أمور أساسية، وهي المعلم  وتأمين حصة من راتبه ب الدولار الأميركي، وتأمين المصاريف التشغيلية،

وعدم التخلي عن الأهل غير القادرين على تأمين الأقساط،
ومساعدتهم ، ومن هنا يشدد على ضرورة
العمل على دعم الجهات المانحة وتوجيههم إلى المكان
الصحيح لصرف الأموال، وهذا ما نعمل على تأمينه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى