أخبار محلية

بروفة ناجحة لانتخابات رئاسة الجمهورية

كتبت هيام قصيفي في” الاخبار”: ما جرى في ساحة النجمة، أمس، أنهى مفاعيل الانتخابات النيابية، وأسّس لمرحلة انقسام أكثر وضوحاً، ولسيناريو انتخابات رئاسة الجمهورية، وقبلها اختيار حكومة “مناسبة” بالمعايير نفسها التي أنتجت انتخابات أمس.

ما أفرزته الجلسة أن قوى 8 آذار أعادت صياغة موقعها السياسي وفق حسابات لا تتعلق بما حصل في الانتخابات النيابية. حقيقة الواقع الانتخابي وعدم حصولها على الأكثرية شيء، وتمكّنها، بسهولة ودقة، من تحقيق رقم 65 صوتاً لرئيس المجلس النيابي ولنائبه أمر آخر. فما فعله حزب الله أنه تمكّن من جمع ما يريده من الشمال الى الجنوب، وحصد الأصوات التي صبّت في تسوية مدروسة حرفياً، وقادرة بعد صورة المجلس الجديد وانتخاباته الداخلية على أن تترك مفاعيل مستقبلية تبدأ برئاسة الحكومة وتنتهي برئاسة الجمهورية. وحزب الله، بعدما ضمن الموقعين النيابيين الرئيسيين، أثبت حتى داخل قوى 8 آذار، وبعدما نجح في تحقيق كتلة وازنة للتيار الوطني الحر، أن يفرض بهدوء لافت، أعقب الانتخابات، إيقاعه عليه ويخفّف من الصوت العالي للتيار في المعارك المستقبلية، بدءاً من الحكومة.

لذا فإن البحث المبكر بدأ لحظة اكتشاف «الانقلاب» على نتائج الانتخابات، بحسب أوساط قوى سياسية معارضة، للبحث في كيفية وقف الاندفاعة نحو تكليف شخصية لرئاسة الحكومة تكمل ما بوشر به في مجلس النواب. وهذا الكلام سيكون محور لقاءات واتصالات متجددة مع “النواب التغييريين” لأخذ العبرة مما حصل في المجلس.

أما في انتخابات الرئاسة، فالفكرة المبدئية التي خلصت إليها جلسة أمس، أن ما يمكن تحقيقه بـ 65 نائباً، يمكن أن يؤدي الغرض نفسه في انتخابات رئاسة الجمهورية، ولا سيما أن القوى السياسية الحزبية المعارضة لن تتصرّف كما تصرّفت قوى 8 آذار بعدم الذهاب الى المجلس النيابي أو حتى “تعطيل” انتخابات رئاسة الجمهورية من أجل ضمان انتخاب الرئيس ميشال عون، بل ستذهب حكماً الى المجلس النيابي كما اعتادت فعله، من باب الحفاظ على المؤسسات. ما يعني أن صورة الانتخابات الرئاسية قد تكون أصبحت من الآن أكثر وضوحاً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى