أخبار محلية

كيف فاز باسيل بالحاصلين في الشمال الثالثة؟

قصة فوز التيار الوطني الحر في الشمال الثالثة طويلة ولكن شيقة. من المؤكد لم يحافظ التيار الوطني الحر على حجم اصواته في دائرة الشمال الثالثة لكنه استفاد من لعبة الكسر الأعلى ليحصّل حاصلين. فمن اعطى باسيل الحاصلين؟

وضع سامي الجميل نصب عينيه تكبير حجم كتلته النيابية، فحار ودار الجميل وحاول تشكيل لائحة مشتركة تجمع الكتائب، حركة الاستقلال، مجد حرب وشمالنا لكنا شمالنا لم تتجاوب ورفضت رغم كل الضغوطات والاغراءات لانها تشكل تجربة شبابية جديدة لا تريد التحالف مع التقليد حتى لو كان معارض. فلم يجد الجميل إلاّ مجد حرب ليكون حصانه الرابح، وحدد عنوان المعركة “اسقاط جبران باسيل”، عنوان جذاب ظن الجميل ومستشاروه الانتخابيون بأنه سيزيد من كتلة الكتائب فما كانت النتيجة؟

اولاً، شد هذا العنوان عصب التيار الوطني الحر الذي حشد كل طاقاته كي يحمي رئيس تياره في مسقط رأسه، فبينما كانت الماكينة الانتخابية للتيار متراخية، شحذت هممها واصطفت لحماية رئيسها.

ثانياً، خدع هذا العنوان الكثير من التغييريين غير المؤيدين لمجد حرب او الكتائب لكنه اغرتهم فكرة اسقاط جبران باسيل، فاقترعوا لمجد حرب ظناً منهم انه يمكنهم اسقاط جبران باسيل . فالناخبون العاديون ليسوا خبراء ارقام ولم يعرفوا ان هذه الفرضية مستحيلة وأن الفارق بين باسيل وحرب سيبلغ حوالي 2000 صوت، فخدعتهم ماكينة مجد حرب والكتائب وبدل أن يصوتوا للائحة شمالنا صوتوا لحرب، فحرموا بذلك لائحة شمالنا من نيل الحاصل الثاني وذلك لأن الرقم الطبيعي لمجد حرب ووفق نتائج 2018 ومعظم الاحصاءات ما كان ليتخطى 4000 صوت لكن المجموع الذي حصل عليه والذي بلغ 7000 صوت هو فارق هذه الحالة الراغبة بالانتقام من جبران باسيل.

كذلك، فان النائب السابق سامر سعادة أضعف مجد حرب، بيث كسر كتلة الكتائب وترك الحرية لمناصريه للاختيار ووجههم نحو شمالنا والقوات اللبنانية، بالاضافة الى ان الكتائب لم تستطع أن تمنح حرب وتحشد له أصواتا ، ولو تمكنت الكتائب من تجييش الأصوات له لكانت ارتفعت أرقامهه بشكل كبير. ففي الدورة الفائتة بطرس حرب حصل على 6155 صوتا وسعادة حصل على 2470، وفي هذه الدورة مجد حصل على 7076 صوت، فلو صبّت أسصوات سعادة في رصيد مجد لكان حصل على حوالي الـ8000 صوتا أو أكثر.
وقد ساهمت القوات اللبنانية ايضاً بزيادة التعاطف مع حرب كونها ايضاً روجت لفكرة اسقاط باسيل، فوقع الجميع في الخطأ والخطيئة، فحرمت شمالنا من الحاصل الثاني وخسرت القوات الحاصل الرابع وخسرت الكتائب النائب الخامس وفاز باسيل بالحاصلين. إنها حسابات دقيقة تتطلب خبرة وحرفية وليس احلامأ واحقادا.

vdlnews

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى