أخبار محليةخاص

هل تطلب السعودية من الحريري التدخل؟

على أبواب الإنتخابات النيابية المقرّر إجراؤها في 15 أيار المقبل، انقسم المتنافسون على 128 مقعداً نيابياً إلى 3 فرق، الأول هو فريق الممانعة بقيادة “حزب الله” الذي يرتّب عبر أمينه العام السيد حسن نصر الله البيت الداخلي للمحور، الفريق الثاني هو فريق ما كان يُسمّى بقوى 14 آذار الذي يعاني ما يعانيه من خلافات، والفريق الثالث هو قوى المعارضة والمجتمع المدني التي وقعت مجدداً في فخّ التفكك والتشرذم حتى بات فوزها في الإنتخابات أمراً غاية في الصعوبة.

للمرة الأولى، يغيب الرئيس سعد الحريري عن لقاءات قوى الرابع عشر من آذار، هو كان رئيسها وراعيها خارجياً وداخلياً، قبل أن تتبدل الأحوال والظروف ويصبح من المُستبعدين عن العمل السياسي إلى أجل غير مسمّى، لكن هل يمكن إحياء قوى الرابع عشر من آذار من دون سعد الحريري ووجوده؟ وهل يحتاجه السفير بخاري في الأيام القادمة، أم أن المعركة ستُخاض بمن حضر؟

تشير مصادر مطلعة إلى أنه من الصعب إعادة احياء قوى 14 آذار من دون وجود الزعيم السنّي الأول الرئيس سعد الحريري، خصوصًا أن الأخير بات أقوى شعبياً نتيجة تعاطف جمهوره معه بعد إعلان رحيله عن الحياة السياسية، وأصبح بنظرهم ضحية، وهذا ما جعله يستعيد مكانته على مستوى الوطن والطائفة السنّية، إضافة إلى أن ممثلي الرابع عشر من آذار، يحتاجون الحريري كي يتمكنوا من تحقيق النصر المنشود.

يحتاج كلّ من رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع ورئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط والرئيس فؤاد السنيورة إلى “غمزة” الحريري قبل موعد الإنتخابات، أقلّه كي يحافظوا على ماء وجههم كمرجعيات يجلسون على طاولة كبار السفراء، جعجع يحتاج الحريري في الكورة وعكار وطرابلس والبقاع وبعلبك، جنبلاط يحتاجه في الشوف وبعبدا، أمّا السنيورة فيحتاجه في العاصمة بيروت.

لكن وفق ما تؤكده المصادر، فإن موقف المملكة العربية السعودية من الإنتخابات بات معروفاً، هم لن يتدخّلوا في الإنتخابات. وعودة السفراء لها تأثير ايجابي، بمعنى شدّ العصب، لكنه يأتي في سياق التأثير غير المباشر لإعطاء جرعة معنوية للحلفاء في لبنان. لكن لن يطلب السعوديون من الحريري التدخل، والأمر ليس على جدول الأعمال السعودي بالنسبة للإنتخابات النيابية القادمة.

صحيحٌ أن للرئيس سعد الحريري قوة شعبية وانكفاءه يشكّل فراغاً كبيرًا في الصف السنّي، لكن هذا لا يبرر للسعوديين أن يتدخلوا معه لكي يعود عن قراره أو يتدخّل لدعم اللوائح المسمّاة سيادية.

المملكة العربية السعودية “تبارك” المحور السيادي، لكنها لا “تمون” على أصوات السنّة ولا تستطيع تجييرها، ولن تطلب من الحريري أن يزكّي لائحة السنيورة، لكن لا شكّ أن العودة السعودية ترخي ظلالاً من الإرتياح على الساحة السنية وربما يتأثر الشارع السنّي بتوجهات المملكة، وفق المصادر عينها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى