أخبار دولية

عملية ديزنجوف …وبعثرة الأوراق التائهة

جاءت عملية تل أبيب لتقرع جرس إنذار كبير ليس فقط في إسرائيل ولكن بيننا نحن كفلسطينيين من مختلف المواقع .
غير أن هذه العملية ومنذ وقوعها وهناك جدالا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي ، وهي المنصات التي امتلأت بعضها بانتقاد موقف السلطة وأخرى تشيد بها.
عموما فأنا مقتنع أنه لا يحق لأي شخص لا يقاسم الفلسطينيين معاناتهم اليومية في الداخل أن يصدر أحكاماً حول تصرفاتهم، الإيجابية أو السلبية، فالعامل الفلسطيني في هندسة الإذلال الصهيونية هو الذي شيد الجدار العازل، قام ببناء أسوار سجنه، حيث يتطابق الوطن مع السجن، لأن أفواهاً جائعة وأجساداً غضة تنتظر في منازل جميعها مهددة بالجرافات لتهدم في أي وقت.
وكما يقول الصديق والأخ الكاتب الأردني سامح المحاريق أننا لسنا الموقع الأخلاقي الذي يمكنني من إطلاق الأحكام على العملية الأخيرة، والجانب الآخر، عليه أن يدفع ثمن جميع المشاهد المرعبة التي طبعت جيل رعد منفذ العملية وأصبحت جزءاً من ذاكرته، من محمد الدرة إلى الرضيعة إيمان حجو.
في هذا الوقت يجب على حركة حماس أن تتحلى بالسياسة وتمارسها بصورة أفضل ، سارعت الحركة إلى مباركة العملية قبل السلطة ، وكأننا في سباق زمني على من يصدر أولا قرار بالإدانة ومن يشيد.
يأتي هذا في الوقت الذي تعترف فيه بعض من منصات التواصل الاجتماعي بوقوع أزمات في الحركة ، حيث تشير هذه المنصات إلى وجود الكثير من أوجه التساؤلات بشأن انفاق أموال الحركة ، منها مثلا متعلق بإسماعيل هنية وأخرى بالسنوار.
وقد أعاد رئيس الحركة في قطاع غزة من جديد بناء منزله ، وهي خطوة أثارت جدالا واسعا خاصة وأن البعض يؤكد أن بناء هذا المنزل يأتي من أموال المساعدات المقدمة للفلسطينيين في قطاع غزة ، ولهذا قام عدد من المقربين منه بكتابة تقارير خاصة تهدف إلى زيادة أموال المساعدة التي يستحقها السنوار لهذا الغرض.
أعرف تماما أن السنوار قائد اصيل ، ولا يمكن له أن يعرف ذلك لأنه إذا فعل فسوف يعتني بهذه الشبهات بل ويقضي عليها ، غير أننا الآن أمام صورة لحركة المقاومة أمام الشعب.
لا أريد ان أدخل القارئ في مشاهد سياسية متفرعة عن قضيتنا الرئيسية ، ولكن القول الفصل أن الحل في أي شبهات أو حديث سلبي عن حماس أو غيرها هو الاحتكام للسلطة .
ومن هنا وعبر هذا المنبر الفلسطيني الحر أقول أن الملايين من الفلسطينيين قدموا ويقدمون تضحيات كبيرة، وعايش الفلسطيني تشوهاً نفسياً لأنه أهدر وسط مجتمعات شرقية تعاني من الابتسار وتخضع لضغوطات تعريف الهوية التي تغيب عن الكثير من مجتمعاتنا الشرقية.
اليوم، نقف أمام قضية شعب يعتمد على مداخيل شهرية تصل إلى 500 مليون دولار من العاملين وراء الخط الأخضر، وتسوية يجري معظمها في الغرف المغلقة، وما يمكن أن نفعله هو أن نعطيهم حريتهم في ممارسة حياتهم ومقاومتهم، وحتى ما يرونه هزيمةً لائقة، وأن ندعمهم بما نستطيع، ولو بالصمت النبيل الذي يترفع عن إدانتهم.
والأهم وكما يقول أستاذنا حسن عصفور …السلطة حق ونقدرها …نختلف معها وننتقدها ولكن في إطار سياسي ووطني من أجل فلسطين.
عاشت فلسطين وشعبها الطيب في كل المواقع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى