أخبار دوليةأخبار محلية

تهديدات مباشرة إلى سوريا والرئيس الأسد

“ليبانون ديبايت”- عبدالله قمح

بموازاة الحرب الجارية في الجنوب تعمل إسرائيل على توسيع المعركة لتشمل سوريا. أخيراً، على ما يؤكد مصدر دبلوماسي لـ”ليبانون ديبايت”، وصلت رسائل إلى دمشق مصدرها دول غربية عن طريق طرف ثالث (لا تختلف عمّا كان يصل إلى سوريا سابقاً)، تطلب من القيادة السورية تحديد موقفها من جملة أمور، وأن تعمل، بالموازاة، على مجموعة أمور أخرى كي تنجح في تحييد نفسها عن أي تطورات عسكرية مستقبلية. من بين ما أُبلغ إلى دمشق، العمل على إخراج القوات التابعة لـ”حزب الله” من سوريا وتفكيك مواقعه، وإغلاق المعابر الحدودية غير الرسمية التي يستخدمها، وإيقاف نشاطه عند الحدود مع الجولان وتفكيك “الأجنحة” العسكرية التي سبق له أن أنشأها، ووقف استخدام المطارات والمنشآت الرسمية التابعة للدولة السورية. ولم يخفِ الدبلوماسي خشيته على حياة الرئيس السوري بشار الأسد. وفي اعتقاده أن العدو الإسرائيلي الذي بدأ معركةً مفتوحة على “محور المقاومة”، لن يستثني لا سوريا ولا رئيسها منها، لا بل إن بنيامين نتنياهو الذي يقوم بإعداد خططه، فيما استخباراته تفتح قنوات تواصل مع فصائل سورية مسلّحة معارضة، يعتقد أنه بات المكلّف الآن إسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد!

سبق إبلاغ الرسائل وتبعها إجراء العدو مناورات حية في الميدان، حاول من خلالها إظهار جديته حيال تنفيذ سوريا ما يُطلب منها. وفهم أن العدو الذي يُظهر الجدية، بات يربط بين الجبهتين اللبنانية والسورية، بحيث يعتبر أن ما يسمى “الإجهاز على وجود الحزب جنوب الليطاني”، لا بدّ أن يمرّ في مسار “الإجهاز على قوة الحزب في البقاع”، والأكيد أن ذلك لا يستقيم إلاّ بقطع خطوط إمداد الحزب من سوريا.


بداية، وسّع الإحتلال من مساحة الإستهداف بالغارات التي تستهدف البقاع الشمالي إمتداداً نحو المعابر الترابية الواصلة بين لبنان وسوريا والتي تستخدمها المقاومة عادة في تأمين مسلتزماتها. يريد العدو من وراء الإستهدافات المتكرّرة للمعابر أن يقطعها كلياً بما يسمح بفرض حصار على المقاومة. أما شنّ غارات تستهدف قرى البقاع الشمالي، ترمي إلى ضرب بيئة المقاومة وأيضاً العمل على قطع الإرتباط والتواصل بين البقاعين الشمالي والغربي، بما يخدم نظرية عسكرية يعمل عليها العدو، وهي محاصرة منطقة جنوب الليطاني وفرض ستاتيكو خاص عليها.

النموذج الثاني، تعمّد العدو استهداف مواقع ونقاط أمامية وخلفية (نقاط مراقبة وغير ذلك) تتبع للمقاومة تتواجد في أعالي الجرود الفاصلة بين لبنان وسوريا، أي تلك التي استحدثها الحزب بعد معارك الجرود قبل نحو عقد. وبحسب مصدر عسكري، فإن استهداف هذه المواقع والنقاط لا يرمي فقط إلى إفقاد المقاومة عناصر تأمين تخصّ المعابر، إنما الضغط عليها بدافع إخراجها من هذه المنطقة، وأيضاً إفقادها خاصرة حماية أساسية تؤمن الحماية لمنطقة البقاع الشمالي عسكرياً من عدة اتجاهات. أما الخطير في الموضوع، أن استهداف هذه النقاط المترافقة مع شنّ العدو غارات واسعة النطاق على بعلبك والهرمل، يتزامن وملاحظة نشاط عسكري وحربي لفصائل تتبع للمعارضة السورية، سواء في منطقة البادية السورية، أو إدلب أو أرياف حلب.

النموذج الثالث، شمول الضغوطات السياسية تحريك قوات الإحتلال الإسرائيلي لوحدات عسكرية عند نقاط فكّ الإشتباك عند الشريط المحرّر من محافظة القنيطرة جنوب سوريا. ورُصدت خلال الأيام والأسابيع الماضية، جرافات عسكرية إسرائيلية تقوم بعمليات تجريف شملت حقول ألغام، بالإضافة إلى تحريك قطع عسكرية بشكلٍ مستمر ودائم وتحليق مكثّف لطائرات الإستطلاع، ما أوحى بأن العدو يحضِّر لعمل بري ميداني إنطلاقاً من هذه المناطق.

بالموازاة، رُصد نشاط إعلامي مكثف خلال الأيام الماضية، إذ ركّزت وسائل إعلام معينة عن انتهاء العدو من إعداد خطط للتقدم برياً تجاه سوريا، واستخدامها كنقطة التفاف نحو الحدود اللبنانية بقصد قطع خطوط إمداد المقاومة برياً ومحاصرتها، في الأثناء تعمّدت بعض وسائل الإعلام تمرير معلومات مضلّلة حول وضعية الجيش السوري بالنسبة إلى “حزب الله”، زاعمة أن وحدة تتبّع للفرقة الرابعة في الجيش قامت بمصادرة مخزن أسلحة يتبع للمقاومة، في إشارة واضحة إلى التزام دمشق ما يُطلب منها، من جهة، ومحاولة دقّ إسفين بين المقاومة وسوريا، أو عملياً بين بيئة المقاومة وسوريا من جهة أخرى.

مصدر سوري أكد لـ”ليبانون ديبايت” زيف هذا الإدعاء، مؤكداً أن سوريا فتحت أبوابها للنازحين من لبنان، سواء مواطنين سوريين أو أخوة أشقاء من اللبنانيين، وأضاف أن المعركة التي يخوضها الحزب ضد العدو الإسرائيلي في لبنان هي معركة سوريا وكل العرب، وتابع أن سوريا التي طُلب ويُطلب منها الكثير حيال المقاومة، اليوم وفي كل اليوم، تردّ من خلال تعميق تنسيقها مع المقاومة، سواء داخل سوريا أو خارجها، وتحاول إبراز هذا التنسيق بشكلٍ واضح.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com