أخبار محلية

نائب مستقبلي في عكار يتلو فعل الندامة: غداء فلقاء »!

مأدبة الغداء التي دعا إليها أحد وجهاء وادي خالد في عكار عبدالله اليوسف، الأحد الماضي، وحضرها من سوريا أربعة نواب وشيوخ عشائر ورجال أعمال، أعادت تنشيط قنوات التواصل التي انقطعت بعد الانسحاب السوري من لبنان في نيسان 2005. وما تلاها من توترات تفاقمت مع بدء الحرب على سوريا عام 2011، وعادت المنابر التي كانت تحمل على القيادة السورية وتدعو لمساندة «الثوار»، منصات للإشادة بالعلاقة مع «الشقيقة»، ولتوجيه التحية إلى الرئيس بشار الأسد.ورغم أن قنوات التواصل فُتحت منذ سنوات بين الحدود الشمالية (قرى وبلدات وادي خالد والمشاتي) والداخل السوري، من دون ضجيج أو استثمار سياسي، إلا أن الدعوة إلى المأدبة تركت ترددات لا تزال تتفاعل في عكار، خصوصاً أن إعادة التواصل مع سوريا، والتي كانت «عيباً» و«خيانة»، أصبحت موضع منافسة بين نائبَي المنطقة محمد يحيى ومحمد سليمان اللذين يتنافسان على خدمة أبناء المنطقة… في الداخل السوري.
الزيارة أثارت تكهنات عديدة تتعلّق بسبب قرار فتح هذه القنوات العلنية، وبالحسابات الانتخابية، والاستثمار التجاري، والرصيد الشعبي، والمنافسة على عبور النهر الكبير ذهاباً، بغضّ النظر عن تأمينها إياباً.
والواضح، وفق المعلومات أن النائب في تكتل «الاعتدال» حالياً وفي كتلة المستقبل سابقاً، محمد سليمان، يقف وراء الدعوة وتنظيمها وتغطية تكاليفها، رغم حرصه على إبقاء كل ذلك بعيداً عن العلن. وهو ما يُعدّ تحوّلاً في السلوك الذي انتهجه منذ وعده الرئيس سعد الحريري عام 2009 بإدخاله في لائحة المستقبل، ما دفعه إلى تصفية أعماله في سوريا، قبل أن يعود الحريري عن وعده. وفي عام 2018، أعيد الاعتبار لسليمان بضمّه إلى كتلة المستقبل وفوزه عن أحد المقاعد السنية في دائرة عكار، كما خاض انتخابات 2022 بالتحالف مع نواب المستقبل. فيما لم يقطع منافسه النائب محمد يحيى علاقاته مع السوريين في عز العزلة التي فُرضت على دمشق، سواء مباشرة أو عبر شقيقه مصطفى يحيى الذي يدير هذه العلاقة، ودفع ثمن ذلك خسارة مقعده النيابي في عام 2009 وتضرر مصالحه الاقتصادية في لبنان بسبب «تهمة» العلاقة مع «النظام السوري».
وللعلاقة بين وادي خالد وسوريا خصوصية تختلف عن بقية المناطق، إذ تقوم أساساً على رابطة الدم والوحدة العشائرية بين جانبي الحدود. وتشدّد عشيرتا العتيق والغنام، وهما العشيرتان الأساسيتان في الوادي، على العلاقة الوطيدة مع عشائر سوريا. وقد جاءت الدعوة تحت عنوان جمع أبناء العشائر في سوريا وعكار وخلدة والبقاع والضنية الذين حرص سليمان على دعوتهم إلى دارته.
محاولة سليمان فتح قنوات التواصل مع سوريا فتحت باب الأسئلة على مصراعيه، عمّا إذا كانت بالنيابة عن «تكتل الاعتدال» النيابي الذي ينتمي إليه، أم محاولة لاستلحاق نفسه لفتح باب الخدمات في الداخل السوري تمهيداً للانتخابات المقبلة، التي يبدو أنه لن يكون للرئيس الحريري أي دور فيها، وهو ما يفسر مشاركة مسؤولي تيار المستقبل في الوادي بالمناسبة واستقبالهم للوفد السوري؟ وهل تغفر سوريا لسليمان انقلابه عليها طوال السنوات الماضية، بعدما صرّح بـ«أننا أمة عربية واحدة»، مشدّداً على «دور العشائر في نصرة الشعب الفلسطيني ومقاومة الاحتلال الصهيوني»؟
مصادر متابعة، تؤكد أن سليمان رمى «الصنارة» وينتظر الرد من الجانب السوري، فإن كان إيجابياً يُحدّد موعد سريع له مع أحد المسؤولين الأمنيين، أما إذا أتى الجواب سلبياً فيكون قد لبّى دعوة العشائر إلى غداء.

صحيفة الاخبار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com