أخبار محلية

حين ترشّح الأحزاب أغبياء…

كتب داني حداد في موقع mtv:

يفصلنا أقلّ من شهرين عن موعد الانتخابات النيابيّة. يفصلنا ١٣ يوماً على انتهاء مهلة تشكيل اللوائح. يتيح لنا استطلاع بعض أسماء المرشّحين أن نعي بأنّ الأحزاب لا تقدّم أفضل ما عندها.

من المؤكّد أنّ أيّاً من الأحزاب لم يقم بمحاسبة داخليّة وبمراجعة لمسيرة نوّابه، قبل أن يقرّر ترشيحهم من جديد. ثمّة نوّاب كانوا غائبين تماماً عن المجلس النيابي، فلا شرّعوا ولا ناقشوا ولا ساهموا بقانون، ومع ذلك رُشّحوا من جديد.
لا بل أنّ بعض النواب اقترفوا أخطاء كارثيّة في مقابلاتٍ لهم، فأظهروا غباءً وارتكبوا هفوات، وأحرجوا أحزابهم وتحوّلوا الى مادة سخريّة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وها هي أحزابهم ترشّحهم من جديد، وكأنّ شيئاً لم يكن.
نكاد نشعر أحياناً بأنّ بعض رؤساء الأحزاب يهوى وجود نوّاب أغبياء، ويزعجه الأذكياء بينهم. يشكّل هؤلاء خطراً. الأغبياء “أرْيَح”.
لذا، من مسؤوليّة الجمهور الحزبي، إن لم يكن غبيّاً هو الآخر، أن يتولّى المحاسبة بدل قيادة حزبه. عليه، قبل أن يختار لمن سيقترع، أن يراقب عمل النائب المرشّح في السنوات الأربع الأخيرة. هل اقترح قوانين؟ هل شارك في الجلسات العامّة؟ هل كانت له مساهمة في اللجان؟ هل ناقش بجديّة؟
عليه أن يقيّم النائب على أساس ما سبق، لا على أساس الشتائم التي أطلقها، والسجالات التي شارك فيها.
للأسف، تبحث الأحزاب في هذه الأيّام عمّن يشدّ العصب. عن التجييش والتهييج، والتهريج. لا نعمّم، ولكنّ النماذج كثيرة. بعض المرشّحين لا يفقهون شيئاً في العمل النيابي، وهؤلاء إن وصلوا الى البرلمان سنكون أمام مجلسٍ يفتقد الى الدور التشريعي، كمثل افتقاده الى الدور الرقابي. وبعض الأسماء المرشّحة ممّا يسمّى المجتمع المدني أسوأ. هناك التهريج “ماشي”، وقد نشهد عروضاً بهلوانيّة تحت قبّة البرلمان.

في الخلاصة، لا تريد الأحزاب عموماً بلداً أفضل. هي تبحث عن أصواتٍ تفضيليّة وعن سلطة. وقد تبلغ الهدف عبر من يفتقد الى الكفاءة، على حساب الأكفّاء والعقلاء. هؤلاء موجودون في الأحزاب كلّها، وبعضهم يوضع على الرفّ، وما أكثر الرفوف في الأحزاب، وما أكثر الغبرة التي تتراكم عليها. الأسوأ أن تضحّي أحزابٌ بخيرة نوّابها ومناضليها وكوادرها من أجل أغبياء.
الأغبياء أكثر هم من سينتخب هؤلاء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى