أبرز الأخبار

هذا ما سيشهده “حzب الله” خلال الحرب.. “غنائم” وخسائر!

ماذا سيجني “حزب الله” من الحرب ضدّ إسرائيل؟ عسكرياً، أمور كثيرة قد ينالها من الميدان، خصوصاً إذا كان القتالُ مفتوحاً وعلى جبهة تخوض ألوية قتالية هجمات مباشرة.
عملياً، إن كان “حزب الله” يحتاج إلى فتح جبهة نارية أكثر من تلك القائمة حالياً، فإن ذلك سيعني تبدل ساحات الميدان تماماً، وبالتالي حدوث استنفارٍ من نوع آخر أساسه اندماج كافة العناصر ضمن الميدان وإطلاق “الخطة ب” المرتبطة بحربٍ كبيرة تنسفُ “الحرب المحدودة” و “المناوشات” التي ظلت قائمة منذ 10 أشهر حتى الآن.

مصادر متخصصة بالشأن العسكريّ شرحت لـ”لبنان24″ أبرز ما يمكن لـ”حزب الله” تحقيقه من “غنائم ميدانية”، وهي على النحو التالي:
– الإنتقال إلى مرحلة هجومية جديدة من شأنها أن تسدد ضربات صاروخية أكثر حدة من تلك القائمة حالياً.
– جعل كافة سيناريوهات الإستهداف مفتوحة حيث لا قيود أو شروط ستُفرض على السياق العسكري، وهذا الأمر يخدم الحزب تماماً باعتبار أن المواجهة لا ضوابط لها.
– توقف كافة الخطط المرتبطة بتنسيق تحركات القادة والعناصر وانضمامهم إلى الميدان في الجنوب، وذلك عبر غرف العمليات الأرضية، بالإضافة إلى إمكانية تفعيل استخدام الأنفاق خلال الأعمال القتالية بغرض الحماية الأكبر.

– إفراغ الخطوط الخلفية في الجنوب من أي قادة ميدانيين باعتبار أنّ اندماجهم ضمن المعركة سيكونُ أساسياً لوجودهم ضمن مناطق محصنة، وبالتالي التأثير على الحرب الأمنية التي تخوضها إسرائيل عبر الاغتيالات.
– الوصول إلى إمكانية استخدام أسلحة جديدة وبعيدة المدى يمكن أن تدفع إلى تعزيز ورقة التفاوض والدفع نحو الهدنة والتسوية.
ماذا عن مُقدرات الحزب؟
إن تم النظر قليلاً إلى ميدان المعركة، فإن إسرائيل ستقول إنها تحتاج لضرب مُقدرات الحزب.. فماذا يعني ذلك؟

ضمن التقارير الإعلامية الإسرائيلية، جرى مراراً تسليط الضوء على إمكانية مهاجمة أماكن ومؤسسات تابعة للحزب. هنا، تقول المصادر المعنية بالشأن العسكري إن “الخسائر ستكون اقتصادية بالإضافة إلى خطر إمكانية وقوع مجازر بحق المدنيين”، وتضيف: “كل هذا وارد إن كانت الجبهة مفتوحة على كافة الاحتمالات الحربية خصوصاً أن إسرائيل تتوخى ضرب الحزب في مقوماته الاقتصادية أولاً بعد العسكرية، ويشمل ذلك مؤسساته المالية والخدماتية وغيرها”.
بالنسبة للمصادر، إن أرادت إسرائيل حقاً “الإستشراس” في الحرب، فإن سيناريوهات القصف العشوائي لمؤسسات الحزب لن تكون مُستبعدة، وهذا ما يمكن تفسيره بـ”الحرب اللا حدود لها والقاتلة جداً والتي تسقط فيها كافة السقوف والمعايير مثلما حصل في غزة”.
ولكن.. ماذا عن مُقدرات إسرائيل؟ بشكلٍ أو بآخر، توضح المصادر أنه من الممكن أن تعمل إسرائيل خلال حربها مع “حزب الله” على ضرب البنى التحتية الخاصة به بهدف إضعافه داخلياً.

لكن، في المقابل، فإن هذا لا يعني أن التأثير سيكون على الصعيد العسكريّ، إذ أن حرب تموز عام 2006 كشفت تماماً أن تدمير الضاحية الجنوبية وخطوط الجسور لم يمنع الحزب من استئناف عملياته، ما يشير إلى أن التدمير العشوائي قد لا يفي بالغرض ميدانياً لكنه قد يضغط على الحزب داخلياً ومن خلال بيئته باتجاه وقف الحرب فوراً، وهذه مسألة حساسة، بحسب ما تقول المصادر.

إلا أنه وعلى المقلب الآخر، إن هاجم الحزب المُقدرات الإسرائيلية، فإن ذلك سيكون مؤثراً بشكل كبير على الجبهة الداخلية هناك، فالخسائر ستكون فادحة كما أن الأهداف الإسرائيلية التي قد يطالها الحزب لن تكون عادية أو “مارقة” أو “من دون قيمة حيوية”. فعلياً، فإن القصف، كما يهدد الحزب، سيطال منشآت كبيرة، ما يعني سيناريوهات كارثية يُحذر منها الإسرائيليون بشدّة.
كل ذلك واردٌ جداً، وبالتالي فإن الخسائر من حيث الناحية المعنوية ستكون كبيرة وعميقة على الطرفين، فالحزب سيُصاب بمنشآت، وكذلك الأمر سيحصل على صعيد إسرائيل. ولكن ما الذي سيختلف؟ هنا، فإن ما سيحصل هو أن إسرائيل ستتأثر عسكرياً واقتصادياً لسبب أساسي وهو أن ثكنات جيشها وقواعده ظاهرة، بينما الأمر هذا لا ينطبق على “حزب الله” في جنوب لبنان حيث الاختفاء الميداني طاغٍ بينما قتال الشوارع هو الذي سيطغى تماماً. إضافة إلى ذلك، فإن المنشآت الاقتصادية الإسرائيلية تعتبرُ محورية لها، وأي دمار قد يلحق بها سيعني تدهور الوضع الداخلي. لهذا السبب، فإن أي ضربة ستكون مزدوجة بالنسبة لإسرائيل، بينما الحزب سيتلقى ضربة كبيرة على صعيد مقدراته الحيوية، من دون أن تتأثر قدراته العسكرية التي عبرها سيذهب إلى التفاوض.
لهذا السبب، فإن ميزان الربح والخسارة يستحق التأمل كثيراً.. فإلى أي مدى ستذهب الأمور؟ وهل من الممكن أن يضحي كل طرفٍ ببعض مقدراته أو بجميعها بهدف الوصول إلى تسوية تعيد ترسيخ قواعد اشتباكٍ قديمة موجودة أصلاً؟ الإجابة على هذا السؤال ستظهر في المرحلة المقبلة وتحديداً حينما تُعقد طاولة التسوية لإنضاج التهدئة الدائمة.

محمد الجنون

لبنان 24

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com