أبرز الأخبار

خشية من خضة داخلية في لبنان: الأجهزة الأمنية مُستنفرة؟

يدخل لبنان مرحلة أمنية وعسكرية صعبة نظرا لحجم التهديدات التي يتلقاها على حدوده الجنوبية وأيضا على جبهته الداخلية حيث يتشابك عمل الاستخبارات الخارجية وتتقاطع مصالحها في كثير من الاحيان بهدف ضرب الاستقرار الداخلي الذي يُعد الخاصرة الضعيفة للقوى الحزبية التي تقاتل على الحدود.

ومع رفع سقف التهديدات من حرب اسرائيلية واسعة وبإيعاز من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي تبلغ رسائل غربية واضحة بأن اسرائيل تجهز لضربة جوية على لبنان، انخذت الاجهزة الامنية والعسكرية تدابير استثنائية وعززت قنوات التواصل فيما بينها استعدادا لأي سيناريو حربي قد يُعيد تجربة العام 2006. ورفعت الاجهزة الامنية جهوزيتها اللوجستية لاسيما تلك المرتبطة بالقطاع الصحي أو الميداني حيث ترتفع عند أي ضربة محتملة مؤشرات التدخل العسكري او الامني في القرى تحسبا لأي طارئ، كذلك تم تجهيز الآليات القادرة على مساعدة الأطقم الصحية والمدنية في عملياتها، في حين تبلغ العناصر العسكرية والامنية بضرورة البقاء على جهوزية تامة في حال تعرض لبنان لضربة اسرائيلية غير مسبوقة مع الاستعداد لاصدار برقيات لاحقة للعسكريين تدعوهم الى الالتحاق بمراكزهم والتقيد بالارشادات المطلوبة وفق التقديرات المرافقة لأي عدوان اسرائيلي خارج عن قواعد الاشتباك المرسومة.

والى جانب خطة التدخل العسكري السريع من قبل الاجهزة كافة، ثمة أيضا خطط أمنية تحسبا لأي حدث امني داخلي غير متوقع وهو ما تخشى منه الاجهزة في ظل الازمة الاقتصادية والمالية واستغلال البعض لتواجد النازحين السوريين حيث تكثر الخلايا النائمة التابعة لتنظيمات ارهابية عابرة للحدود وتنشط في حالة الفوضى. وفي الاطار ثمة معطيات تشير الى أن الاجهزة الامنية فككت اكثر من شبكة ارهابية في الاشهر الماضية ولكن بعضها لم يتم تسريبه عبر الاعلام خوفا من اعطاء بعض التفاصيل المؤثرة على المعلومات الامنية التي تستحوذ عليها الاجهزة وتساعد على تفكيك خلايا أخرى.

وتُبدي الاجهزة الامنية خشيتها من تلك المجموعات التي تعمل لحساب دول اقليمية وتسعى الى استغلال الفوضى في البلاد لتنفيذ أجندتها المعروفة وهي شبيهة بأجندات التنظيمات الارهابية في سورية والعراق. من هنا كان لا بد من الاستنفار والجهوزية على المستوى الامني وتكثيف الجهد الاستخباراتي لاستباق اي سيناريو تصعيدي على الجبهة الداخلية وفي مناطق تعتبر حساسة في هذه الحرب، وتعمل الاجهزة الامنية وفق نظام تتبع ورصد لكشف العناصر التي قد تشكل خطرا على السلم الاهلي. وحرصت الاجهزة على تنسيق وتحليلها للاستفادة منها ومنع التصادم فيما بينها خصوصا وأن الوضع اليوم دقيق ويتطلب الجهوزية والمسؤولية وتقسيم الادوار خدمة للمصلحة الوطنية التي تمر اليوم وفق مصادر أمنية بمرحلة حساسة وصعبة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com