أخبار محلية

أبرز ما تناولته الصحف اليوم في ٣١ / ٧ / ٢٠٢٤ 

Almarsadonline

 

أبرز ما تناولته الصحف اليوم في ٣١ / ٧ / ٢٠٢٤

 

كتبت النهار

في نيسان الماضي، “شاهد” العالم فصول محاكاة غرائبية لحرب إقليمية مخيفة لم تقع، تولت “البطولة” فيها إيران وإسرائيل بتبادل خيالي للحذاقة في “القصف” الوهمي البعيد المدى العابر للدول. أحدثت تلك الواقعة أسسا لأحد أغرب “تحديثات” الحرب الدعائية التي تتنافس فيها إسرائيل وإيران وتدور من حولها “مشتقات” اللعبة كأنها تسخر من عقول الشرق أوسطيين جميعا، بل العالم بأسره، وتفرط إفراطا مقززا في تثمير التداعيات على جانبي ضفتي الحرب المجزرة الجارية في غزة بشلالات دماء الفلسطينيين الذين لم يعد العالم الفاقد كل أخلاقيات الإنسانية يقيم اعتبارا لأنباء المجازر اليومية التي ترتكبها إسرائيل في صفوفهم.

تمادى هذا الجانب الدعائي الفاقع من جوانب أطول مواجهة فلسطينية وعربية مع إسرائيل في تاريخ الصراع، إلى أن بلغنا اللحظة الراهنة في وقوف لبنان عند “مفترق الرعب” منذ سقوط صاروخ “جامح” أو “متآمر” أو “مخطئ” في لحظة تفلت حسابات حربية استراتيجية في ملعب لكرة القدم في قرية مجدل شمس الجولانية المحتلة.

لسنا لنقلل إطلاقا من خطورة الجدية التي لا تحتمل التباسا في احتمال أن يشتعل لبنان ويشعل معه الشرق الأوسط في أي رد إسرائيلي ورد “حزب الله” على الرد إذا وقعت الواقعة في أي لحظة. ولكن الأيام القليلة الأخيرة التي أعقبت انفجار صاروخ مجدل شمس في قلب الأمان المتبقي في لبنان، حملت في الواقع معالم غرائبيات ساخرة وفاقعة انخرط فيها الأعداء سواء بسواء، الأمر الذي ربما يشكل أحدث مؤشرات الإنهاك التي تعتري إسرائيل وأعداءها والدول الكبرى أيضا، جراء حرب غزة العابرة تداعياتها للقارات.

لم نشهد في تاريخ الواقعات الحربية، لا سابقا ولا لاحقا، هذيانا من نوع أنباء وتصريحات استباقية تجزم بأن “الضربة” الآتية “ستكون محدودة”، وفي أسوأ التقديرات ستستمر اللعبة القاسية أياما فقط. يجري ترداد هذا الموال هكذا منذ أيام بلا رفة جفن، كأن من يعتزم القيام بعمل حربي مهول يعلن مسبقا سقف “نياته الحسنة” ويستدرج عدوه إلى أن يلتزم “آداب” التعامل بالمثل. حتى وزير خارجية لبنان انزلق إلى هذه المحاكاة الساخرة وتفوه بأنه تبلغ تطمينا، ونتساءل تاليا: هل ترانا سنكون أمام استحداث الفصل الثاني المتماهي مع محاكاة الحرب الإيرانية الإسرائيلية التي تبادلاها في نيسان؟ ولماذا إذا هذا التخويف المتدحرج للبنانيين المقيمين والمنتشرين عبر رعب بيانات السفارات وشركات الطيران العالمية؟

ثم إن تاريخ الحروب والواقعات الحربية أيضا لم يشهد نماذج من السطحية الخيالية الإعلامية، خصوصا مع تدفق “معلومات” مسربة من نماذج أن أميركا تتوسط مع إسرائيل لتحييد بيروت والضاحية والمطار. فماذا عن سائر لبنان الآخر؟ هل بات البقاع والجنوب والشمال وجبل لبنان الساحة الحتمية المشرعة لتلك الضربة الأطول انتظارا حتى الساعة؟ أم أن “تفاهما” يجري إرساؤه استباقا لضربة؟ أهو شيء من السخرية يختلط بيوميات الاستعداد لفصل حربي مخيف، أم أننا بلغنا فصول النهايات الدراماتيكية لمواجهات لن يكون بعدها بد من اشتعال لبنان والمنطقة ما لم تتوقف الآن باتفاقات الكواليس العابرة من بيروت إلى الضاحية ثم واشنطن فطهران وتل أبيب؟

كان اللبنانيون يسخرون بعد حرب ال15 عاما بين 1975 و1990 من أن غرائب وعجائب كانت تجري عبر خطوط التماس بين الميليشيات المتحاربة، فإذا بدورة الزمن تضعهم الآن أمام غرائبيات لن يفكوا طلاسمها وأسرارها إلا بعد نهايات الحرب … ومن يعش يرَ!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com