أبرز الأخبار

هل يورّط حزب الله لبنان في الأزمة الروسية؟

كتبت ماريان طوق في “السياسة”:

العالم يتأرجح على وقع الحرب الروسية – الأوكرانية وبالرّغم من أنّ حدود هذه المعارك لم تتوسع جغرافيًا بعد، إلا أنّ تداعياتها بدأت تظهر جليًا في مختلف الدول حتى تلك الكبرى ذات الاقتصاد القوي.

ومع إعلان الكرملين منذ حوالي الأسبوع السماح للمقاتلين من سوريا ودول الشرق الأوسط بالقتال إلى جانب روسيا، تصاعدت حدّة التخوّف محليًا من أن تتدحرج كرة النار هذه لتصل إلى لبنان.

وجاء ذلك بعدما تخوّفت أوساط من أن يتورّط “حزب الله” في هذه الحرب أيضًا، وأن يُقحم لبنان مجددًا في أزمات لا ناقة له فيها ولا جمل تمامًا كما حصل في مرّات سابقة وفي دول عربية عدّة.

ولكن الحرب الروسية – الأوكرانية ليست الحرب السورية، لذلك وإن كان سيشارك أحد في القتال من الشرق الأوسط فسيكون ضمن المرتزقة بحسب ما يؤكّد الصحافي والمحلل السياسي ابراهيم ريحان لـ “السياسة”.

وبالنسبة إلى حزب الله، يلفت إلى أنّ الحرب في سوريا كانت عنصرًا استراتيجيًا وهذا ما استدعى تدخله سابقًا.وأي تدخل عسكري من قبل “الحزب” سيكون نتيجة لقرار من القيادة الكبرى. وهذا ما يشير إليه ريحان الذي يربط هذا القرار بآخر إيراني، مؤكدًا أنّ طهران ليست إلى جانب الطرف الروسي 100%.

وانطلاقًا من ما سبق، وبعد استبعاده أن يتورّط حزب الله، يشدّد ريحان على أنّ مشاركة المرتزقة ستكون مقابل المال وقد تكون إلى الجانب الروسي أو حتى الأوكراني، لكنها حتمًا ليست لأهداف سياسية.

وعن الفارق بين الحرب بين الجارتين والحرب السورية، يلفت ريحان إلى أنّ في سوريا كان حزب اللّه يحارب لأهداف إيديولوجية وسياسية ودينية واستراتيجية، وهذا ما يفتقده في الحرب الحالية وعليه هذا ما سيحول دون مشاركته فيها.

ولكن قد لا تسلم جرّة لبنان حتى ولو لم يشارك حزب الله في هذه المعارك الدموية، حيث تحدّثت أوساط عن أنّ دخول دمشق على الخطّ سيكون له تداعيات محلية.

وهنا، يعتبر ريحان أنّ دخول بعض المقاتلين السوريين على الخط يحتاج إلى قرار سياسي ولكن هذا لن يكون بمثابة دخول للجيش السوري، وسوريا تابعة لروسيا سياسيًا، لذلك لن تكون التبعات مباشرة على لبنان. إلّا أنه وفي الوقت نفسه، لا يستبعد أن يكون هناك تداعيات غير مباشرة في حال قرر الغرب أن يردّ على هذا التدخل من خلال إعادة تحريك رمال الحرب السورية ودعم المعارضة من جديد.

وعليه، تورّط حزب الله في حرب الجارتين مُستبعد حتى اللّحظة، إلا أنّ لبنان ما زال واقفًا على فالق زلزالي قد يهتزّ به في حال رُصد أي تدخل غربي مجاور.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى