أبرز الأخبار

مشروع إنتفاضة داخل التيار..

Screenshot 20240421 160831

المحامي لوسيان عون – كاتب ومحلل سياسي

 

يبدو أن اجواء التيار الوطني الحر مشحونة هذه الفترة ويسود الإرباك أوساط القيادة السياسية بعد أن أضحى النائب جبران باسيل خلال السنوات الأخيرة يشكل مثال الإقطاعية التي طالما جعلها عمه الرئيس ميشال عون عنواناً لمعاركه الطاحنة ،فانقلب على هذه الشعارات وتحولت الى هدف له بحد ذاتها يطمح اليها لتتحول بدورها الى اداة لقمع من يخالفه الرأي داخل الحزب.
التيار بالاساس كان رافعته مئة من المؤسسين الذين قادوا معاركه منذ العام ١٩٨٩ كحالة سياسية ،واستمروا في النضال الى ما بعد نفي العماد عون الى باريس ،الى ان عاد من منفاه في ٧ ايار ٢٠٠٥ ،حينها ارتأوا مأسسة التيار وتأسيس حزب وتشريعه، لكن العماد عون لم يقبل بالامر الا على مضض، حيث تمخضت اجتماعات الجمعية العمومية للمؤسسين خلوة لثلاثة ايام عقدت في الرابية ليخرج الدخان الابيض مع ولادة ميثاق الحزب ( الكتاب البرتقالي) ويولد نظام وفق مبادىء التيار.
لكن المتربصين بفرض الديكتاتورية داخل الحزب وقطع رؤوس معظم المؤسسين الا من ادى الطاعة من بينهم لولي العهد، والتمديد لرئيس الحزب بانتخابات صورية على طريقة ال ٩٩،٩٩٪ اوصل التيار الى ما وصل اليه من فشل ذريع لعهد “قوي” دفع الوطن الى انهيارات وافلاس وقضاء على مؤسساته واداراته الرسمية وهو لا يزال يقبع في جهنم التي اعلن الرئيس عون ايصاله اليها.
اما اليوم فلم يختلف المشهد عما شهده التيار من حلقات درامية سياسية وحزبية وتنظيمية، فكانت حلقة طرد النائب الياس بوصعب من التكتل ولم ينف اي امرىء او مرجعية هذه الواقعة، وقد التحق بو صعب بمئات الذين تأملوا خيراً ونتيجة من الانتماء الى هذا التيار الذي تحول من عوني الى باسيلي، لكنهم ادركوا في نهاية المطاف ان باسيل ” ما عندو كبير الا الجمل” في ظل مدرسة “كم الافواه” وتقديم الطاعة والقرابين صبحاً وظهراً ومساءً الى الولي ” الفهيم” والا فمصيره الطرد مهما علا شأنه.
اليوم تضج الصحافة باخبار مفادها ان ما ينتظره باسيل هو انتفاضة مع وقف التنفيذ يستعد لها الحلف الثلاثي في التيار كنعان-عون-ابي رميا الذي حورب حتى العضم عندما طرح البطريرك الراعي اسم النائب ابراهيم كنعان او النائب سيمون ابي رميا المقرب من الدوائر الفرنسية ام النائب ألآن عون ابن شقيقة الرئيس عون ليكون احد الثلاثة المطروحين على باسيل مرشح تسوية لرئاسة الجمهورية مقابل انسحاب المرشح سليمان فرنجيه ،فكان رد عنيف من جانب باسيل وقطع للطريق علناً على قاعدة “انا او لا احد” ما اسدل الستارة على طرح بكركي وعادت في حينه المفاوضات الرئاسية الى نقطة الصفر.
اليوم لم يعلق ” الحلف الثلاثي” العوني على ما تداولته وسائل الاعلام، لكن يبقى الجمر تحت الرماد، لكن الثابت ان الثلاثة توافقوا على ان طرد اي واحد منهم يعتبر فوراً طرد الثلاثة معاً ،ما يحتم خروج الجميع من التيار مع ما يشكله ذلك من انتفاضة حقيقية قد تلامس حد الانقلاب داخل الحزب لما يتمتع به الثلاثة من قواعد شعبية في كل من مناطق المتن الجنوبي والشمالي وجبيل وهي تشكل المناطق الاكثر تواجداً لشعبية التيار.
هل يجرؤ باسيل على اتخاذ هكذا قرار متهور علماً انه لم يأبه لطرد نائب رئيس المجلس النيابي ونائب متني ساهم في تمويل التيار وفي تقريب المسافات مراراً بين رئيس الحزب ورئيس المجلس ،وعلام يتكل باسيل في ضرب اعمدة الحزب منذ عودة عمه من المنفى حتى اليوم؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى