أخبار محلية

“تصفية”بحق عدد كبير من الناشطين والمسؤولين الحزبيين

معزل عما ستؤول إليه نتائج الاستحقاق الانتخابي المقبل… فإن قضاء بشري يتحضّر لمنازلة غير مسبوقة في تاريخ الصراع السياسي فيه وذلك بالنظر لعامل التكافؤ المستجد (للمرة الأولى) بين الفريقين السياسيين الاساسيين المتنافسين في المنطقة.

كيف تبدو خارطة الواقع السياسي في بشري قبيل أشهر قليلة من منازلة الإنتخابات النيابية المقبلة؟

تشير المعطيات المتقاطعة من عدة مصادر مطلعة على الواقع السياسي لمنطقة بشري:

– أن قيادة معراب واصلت منذ العام 2005 تنفيذ “تصفية ممنهجة” بحق عدد كبير من الناشطين والمسؤولين الحزبيين كما بحق بعض الشخصيات المقرّبة للحزب وذلك بالإقصاء حيناً أو بالتخوين احياناً الامر الذي انعكس تراجعاً ملحوظاً في سطوة معراب على الواقع السياسي لمدينة بشري وبعض قرى القضاء، وراكم من أخطائها في الأداء واضطرها عند كل استحقاق انتخابي محلّي (بلدية، مخاتير… إلـخ) للإستعانة بأشخاص من خارج الصف القوّاتي و”استثمارهم” بهدف شق وشرذمة صفوف العائلات الاساسية داخل بشري من جهة وزرع الخلافات بينها لتبديل قواعد الإشتباك من جهة اخرى وتعويم السطوة الحزبية في هذه الإستحقاقات ومن ثم التخلّي عن هؤلاء الأشخاص بعد الاستغناء عن خدماتهم والبحث عن آخرين، وهذا ما انعكس تراجعاً متمادياً في نتائج الانتخابات النيابية وفي عدد الأصوات التي تحصدها سيدة معراب ومن ترتأي اختياره الى جانبها في خوض السباق النيابي.

أما في المقلب الآخر من المشهد السياسي، فثمة حراك شبابي انطلق في مواجهة قرار معراب داخل منطقة بشري منذ العام 2004 وذلك عشية الانتخابات البلدية التي شهدت حينها وللمرة الاولى تسجيل “أولى المواجهة العنيفة وغير المسبوقة” بين مجموعة من شباب بشري وبيــــــــن “تحالف الضرورة المستجد” آنذاك لستريدا جعجع وسعيد طوق لتأمين فوز لائحة ترأسها الأخير وبفارق أصوات هزيل مقارنةً مع الفوز الكاسح الذي كانت قد حققته لائحة القوات في استحقاق 1998، ثم توالت بعد ذلك سلسلة المواجهات السياسية والانتخابية في المدينة على إيقاع مراكمة قيادة معراب لأخطائها المتتالية واستهدافها لشخصيات تتمتع بمكانة داخل الوجدان البشراوي عموماً في مقابل “عملية رصّ للصفوف” نفّذها شباب بشري وهي لاقت تأييداً من بعض الشخصيات السياسية والعائلية في المدينة وذلك بما أسفر عن تسجيل أول سقوط مدوٍّ وغير مسبوق لمرشحي معراب في الانتخابات الإختيارية لدورتي العامين 2010 و2016 على التوالي وتحديداً في حي مار سابا وحي السيدة الذي يشكّل أحد أكبر أحياء المدينة ويضم أكثر من نصف عدد ناخبيها بحيث تمكّن كل من المرشّح زياد طوق إبن الـ 25 عاماً وحفيد منصور معوض طوق المعروف بـ “مختـار المخاتير” في جبة بشري من انتزاع المقعد الاختياري في حي السيدة في العام 2010 والاحتفاظ به حتى تاريخه خلافاً لتعليمات القصر في معراب حاصداً تأييد الأكثرية الساحقة من الناخبين بمن فيهم القواتيين الذين لم يلبّـوا نداء معراب في تصفية الخارجين عن طاعتها. كذلك نجح المرشح إميل لحود رحمة وهو شقيق أحد أصغر شهداء القوات سناً من انتزاع المقعد الإختياري في حي مار سابا.

محمد المدني/ الكلمة اونلاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى