أبرز الأخبار

طوفان الأقصى… في بيت مري … الموساد في بيروت

استجواب الصرّاف محمد سرور وقتله في بيت مري، على يد قوّة خاصة من الموساد الإسرائيلي، أعادا إلى الذاكرة عملية جرت قبل 51 عاماً بالتمام والكمال في نيسان 1973. وهي عملية اغتيال القياديين الفلسطينيّين كمال عدوان وأبي يوسف النجار وكمال ناصر في فردان. في قلب العاصمة بيروت. العاصمة التي كانت “تحكمها” حركة “فتح” الفلسطينية. وذلك ردّاً على عملية “ميونخ”. حين اغتال فلسطينيون في 1972 رياضيين أولمبيين إسرائيليين في ميونيخ الألمانية، حيث كانت تُقام الألعاب الأولمبية.

نفّذت “عملية فردان” فرقة خاصّة من القوات الإسرائيلية، بقيادة رئيس الوزراء الأسبق إيهود باراك. وكان يومها ضابطاً في “الموساد”. فمن الذي نفّذ “عملية بيت مري”؟ وهل يصير رئيساً لوزراء إسرائيل بعد سنوات؟

لا تعيد عملية قتل محمد سرور إلى الذاكرة عملية اغتيال القياديين الفلسطينيين فقط.

إذ كشفت صحيفة “جيروزاليم بوست”، في تموز 2022، أنّ الموساد استجوب مسؤولاً كبيراً في الحرس الثوري الإيراني يدعى يد الله خدماتي داخل إيران، واعترف بنقل أسلحة إلى سوريا والعراق ولبنان واليمن.

طوفان الأقصى… في بيت مري

ليس خفيّاً على أحد أنّ استجواب الصرّاف محمد سرور وقتله هما جزء من الحرب المعلنة، أمنيّاً وعسكرياً، بين الحزب وإسرائيل. وذلك في سياق “انتقام” إسرائيل من عملية “طوفان الأقصى” التي أعلنتها حركة “حماس” في 7 أكتوبر (تشرين الأول 2023)، وانضمّ إليها الحزب في اليوم التالي، 8 تشرين الأول.

اختلف الزمان والمكان بين نيسان 1973 ونيسان 2024، لكنّ المضمون واحد. وطريقة التنفيذ واحدة. والجهة المنفّذة نفسها: الموساد.

ما يحيل أصابع الاتّهام نحو إسرائيل هو اتّهام الولايات المتحدة لسرور بتحويل الأموال من إيران الى حركة حماس في قطاع غزة. وقد كانت إسرائيل بدأت بتعقّب سرور منذ 2019 بسبب هذه “الشبهات”.

بيروت.. غزّة.. تركيا…

لنعود إلى الذاكرة: بدأت إسرائيل تنفيذ اغتيالات لقادة حماس وكلّ من يرتبط بها ماليّاً ولوجستياً.

ليس صالح العاروري أوّلهم، وقد لا يكون محمد سرور آخرهم. والعاروري قتلته مسيّرة إسرائيلية في قلب ضاحية بيروت الجنوبية في 2 كانون الثاني الماضي. وهو إحدى صلات الوصل بين الحزب وحماس.

وبين صالح العاروري ومحمد سرور، عشرات الصرّافين في غزّة بحسب مصادر فلسطينية مطّلعة. وهناك نشاط لجهاز الموساد في جمع المعلومات عن صرّافين في تركيا. وهذا ما أظهرته التحقيقات التركية بعد القبض على عدّة شبكات للموساد هناك بحسب ما ذكر مصدر أمني تركي لـ”أساس”.

اللافت في قرار إدراج سرور على لوائح العقوبات الأميركية في 2019 هو اتّهامه بعلاقة تربطه مع الحزب في لبنان. أي أنّ هذه اللائحة لا تعتبره عضواً منتسباً في صفوف الحزب. لكنّها في الوقت عينه اتّهمته بالمساعدة بتمويل حركة حماس في غزة.

كيف استُدرجَ سرور؟

تشير بعض المعلومات إلى أنّ محمد سرور استُدرِج من سيدة لبنانية تحت اسم “زينب حمود” بحجّة تحويل مبلغ من المال من العراق.

سهّل سرور استلام المبلغ الماليّ، وتوجه برفقة ابن شقيقه على متن دراجة نارية لتسليم المبلغ للسيدة المذكورة في فيلا بيت مري. بسبب وجود ابن شقيقه، استلمت المدعوة زينب حمّود المبلغ من خلف نافذة.

في اليوم الذي خُطِف فيه سرور، ذهب مجدداً الى بيت مري لتسليم مبلغ 4 آلاف دولار، وكان بمفرده، ما سهّل اعتقاله واستجوابه وقتله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى