أبرز الأخبار

قرار لا رجوع عنه يخص سليمان فرنجية

“ليبانون ديبايت” – محمد المدني

تخلى رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل عن “حزب الله” في أكثر الأوقات التي يحتاجه الحزب خلال حربه مع إسرائيل. ولا يمكن لأحد التقليل من أهمية الغطاء المسيحي الذي يؤمّنه التيار للحزب، وما حصل أمس في منطقة رميش، يعتبر مؤشراً واضحاً على انهيار العلاقة بين الحزب من جهة وغالبية المسيحيين من جهة أخرى.

باسيل الذي يخطط للتبرؤ من الحزب والتقرب من المسيحيين مستغلاً البطريركية المارونية التي ترعى عقد لقاءات “مسيحية” دون المستوى، لن ينجح في إيجاد مكان جديد له، وجلّ ما نجح به هو السماح للقوى المعارضة التفكير جدّياً في عزل الحزب داخلياً، مستندةً إلى توبة باسيل غير الصادقة، وذلك لأن عزل الحزب يرتبط مباشرة بمقاطعة التيار له.


لكن ما يُنقله سياسيون عن “حزب الله”، أن العلاقة مع التيار لن تستقيم حالياً طالما الخلاف حول اسم مرشح الحزب قائم.

كما يعتبر الحزب انه قدم كثيراً للتيار وباسيل ولا يمكن أن يقدم شيئاً في الموضوع الرئاسي خصوصاً أن كل البدائل التي يفكّر بها باسيل، لا تنطلق إلا من حساباته السلطوية الخاصة في العهد المقبل دون أن تأخذ الأبعاد الإستراتيجية للحزب. فالمطلوب من التيار أن يتفهم طبيعة الظروف الدولية والإقليمية التي تتطلب شخصيةً مثل رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية لمغادرة المراوحة السياسية والإنهيارات الإقتصادية (بحسب الحزب).

البرودة في العلاقة بين الحزب والتيار والتوتر أحياناً، لن يجعل الحزب في موقع من يريد أن يقطع نهائياً العلاقة، وان كان قد تعب ممّا لحق بها من ندوب وما حملته من أثقال ليست لها. ويرى الحزب ضرورة التوافق مع التيار حول الإستحقاق الرئاسي لكنه لن يتنازل له لمرشحه.

وعن مخطط عزل الحزب، فإن الأخير وضع نفسه في موضع أن لا ناصر ولا معين ولا تغطية ولا علاقة مع أحد. الحزب حضّر نفسه ليكون وحده وليقاتل ويواجه التحديات بمفرده. لذلك ليس قلقاً من خروج التيار من التفاهم ولا خائفاً من أي عزلة محتملة، بل على العكس، الحزب يعتبر انه في موقع من تحتاجه الدول إقليمياً ودولياً. واكبر دليل الموفدون الأجانب الأميركيون والغربيون، الذين طلبوا لقاء قيادين من الحزب، على خلفية حرب غزة ولبنان. فكيف يريد البعض عزله والعالم يسعى للقاء مسؤوليه؟

وكما يُنقل عن الحزب، فهو مرتاح إلى وضعه، وحساباته كلها مقدّرة، ويعمل على بعث الحوار الداخلي لكنه يقابل بجبهة سياسية كبرى تغطيها بكركي. وهذا يدلّ على أن الأطراف المعارضة تخطئ مرة أخرى بجرّ الساحة اللبنانية إلى اصطفافات لا تغني ولا تسمن من جوع.

هذا ويمكن التأكيد أن فرنجية هو مرشح أوحد للحزب، والأخير متمسّك به أكثر من السابق، خصوصاً بعد الذي جرى في غزة والذي يجعل الحزب ومن خلفه حركة “أمل”، ينتقل بإسم مرشحه من حالة الخيار إلى حالة القرار الإستراتيجي الذي لا رجوع عنه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى