أبرز الأخبارمنوّعات

نبي لبناني رجع من الموت.. مين الدكتور داهش صاحب أغرب عقيدة في القرن الـ 20

من هو الدكتور داهش الذي أذهل العالم ولاحقه الرئيس اللبناني؟

الدكتور داهش هو سليم موسى العشّي، ولد في بيت لحم عام 1909، وتوفي في أحد مستشفيات نيويورك عام 1984، من الطائفة السريانية، وهو مؤسس الداهشية عام 1942. اضطُهد بعهد الرئيس بشارة الخوري، وسجن وسحبت منه جنسيته اللبنانية. هاجر إلى الولايات المتحدة الأميركية حيث اهتم بنشر آرائه. كما كان مشهوراً بجمع التحف والرسوم الفنية، وأسس “متحف داهش للفنون” في نيويورك.

أسس داراً للنشر لنشر كتبه العديدة وكتباً فنية. كما أصدر دار نشرٍ فصلية “صوت داهش” باللغتين العربية والإنكليزية. بدأت قصته عندما كان صغيراً، وتحديداً في مستشفى “الجامعة الأميركيّة” ببيروت. ويقال إن الطفل “سليم” خاطب طبيبه بلغة إنكليزية صحيحة شارحاً له حالته والعلاج الملائم له، ما أذهل فريقه الطبي وأهله. عندما بلغ العشرين من عمره، بادر سليم العشي إلى تغيير اسمه مختاراً  “داهش” (وهو لقب أطلقه عليه أحد الصحافيّين) لأن أعماله خرقت الطبيعة.

بعد أن اتسعت شهرة داهش، تناهت أخبار معجزاته إلى المحافل العلمية في باريس، فاستضافته جمعية المباحث النفسية الفرنسية، وسافر إليها برفقة شقيقته أنطوانيت. طلب المجتمعون منه أن يريهم مُعجزةً من مُعجزاته، أجابهم أنّه سيريهم آية يونان النبي (يونس). فطلب منهم وضعه في صندوقٍ حديديّ محكم الإغلاق، ودفنه في قعر نهر السين، سبعة أيام تحت الحراسة المُشدّدة. ارتعب المجتمعون بادئ الأمر، لخطورة العرض، لكنّهم عادوا فقبلوا عندما كتب لهم إقراراً بأنّه هو المسؤول عن عاقبة طلبه. وبعد أن فحصته لجنةٌ طبيّة، قاموا بتنفيذِ طلبه. وبعد 7 أيّام، وأمام 150 شاهداً من المهتمين بالأمور النفسية، رُفع الصندوق، وفُتح، وإذا بجسده يتحرك، ووجهه يبتسم. بعد هذه المعجزة المذهلة، مُنح داهش شهادة العلوم النفسية من قبل “الجمعيّة النفسية الدولية” بتاريخ 6 أيار 1930، ثمّ شهادة الدكتوراه من قبل معهد “ساج” الإنكليزي في باريس، بتاريخ 22 أيّار 1930. أما عن بعض أعماله السحرية في لبنان، فكتبت مجلة “الحوادث” أن داهش حوّل الورق العادي بين يديه إلى عملة الدولار وإلى الليرة اللبنانية، كما أن الخشب كان ينقلب إلى ذهب أمامه في الحال، وأنه أعاد مرات ومرات خاتماً أو ساعة أو معطفاً ضاع من صاحبه قبل سنوات. أما الرواية التي تناقلها سكان بيروت فهي أنه بعام 1968، دخل داهش يوماً محلاً ليقصّ شعره فوجد زحمةً كبيرة عند الحلّاق وكان يوم سبت. فطلب من الحلّاق أن يقصّ له شعره ليردّ الحلّاق وهو يحدّق بالزبون الجديد: “إذهب ساعة أو ساعتين ثم عدّ لأحلق لك”. ويُقال إن داهش فصل رأسه عن جسده وأعطاه للحلّاق موضحاً أنه سيعود لأخذه لاحقاً بعد الإنتهاء. لكن بالتأكيد تبقى هذه القصة ضمن نطاق الروايات.

“الداهشيّون”، أي أتباع داهش، يعتبرون أنه رجل روحاني يحمل فلسفةً عميقة تدعو للسلام ونبذ الكراهية والخلافات الدينية والحروب، ولذا يتم تحقيرهم اليوم إعلامياً. وكانوا في حينه يتهافتون إلى منزله في منطقة “زقاق البلاط” في وسط بيروت للتبرك منه، ولا يزال منزله الكبير قائماً هناك ومهجوراً منذ فترةٍ طويلة. تعرّض للملاحقة من قبل رئيس الجمهورية آنذاك بشارة الخوري، الذي جرّده من جنسيته اللبنانية وطرده من البلاد بعدما اعتنقت شقيقة زوجته الأديبة المعروفة ماري شيحا حداد المذهب “الداهشي” الذي بدأ بالانتشار. قرّرت “ماري” قتل بشارة الخوري، لكن محاولتها فشلت قبل أن يضعها الأخير في مصح “دير الصليب” حيث انتحرت بعد أشهر من وجودها هناك. يشار إلى أن داهش توفي في العام 1984 في ولاية نيويورك داخل أحد المستشفيات بسبب مرض “تخثر العظام”، وتمّ تحنيط جثمانه ووضعه داخل منزله الذي تحوّل إلى متحفٍ كبير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى