كتلة مسيحية وازنة لفرنجية
من المتفق عليه ان احدى أهم نقاط ضعف رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية في معركته الرئاسية هو انه لا يحظى بدعم مسيحي، فلا هو يمتلك كتلة نيابية مسيحية كبيرة ولا يحظى بدعم الأحزاب والقوى الاساسية في الشارع المسيحي الذين يمتلكون غالبية النواب المسيحيين في المجلس النيابي، وعليه بات فرنجية، لهذا السبب وغيره، مرشح “الثنائي الشيعي” و”قوى الثامن من اذار” ولا يمثل الارادة المسيحية، كما يقول خصومه السياسيون والرئاسيون ، وهذا ما أبعده بشكل واضح عن قصر بعبدا او أقله اجّل وصوله اليه.
قبل نهاية ولاية الرئيس ميشال عون، كان قرار “حزب الله” واضحاً بضرورة دعم “التيار الوطني الحر” ليحافظ على كتلته النيابية التي يجب أن تكون وازنة في مرحلة خروج عون من قصر بعبدا، فكان التحالف الشامل في الانتخابات حيث حصل “التيار” على اكثر من 5 نواب جراء دعم “حزب الله” له في المناطق الشيعية وغير الشيعية، وهناك بعض الدراسات التي تتحدث عن اكثر من 7 نواب بسبب تحالف “التيار” مع “قوى الثامن من آذار”.
بالتوازي مع التطورات السياسية والعسكرية في المنطقة بات الحديث يتركز على استحالة حصول تسوية داخلية لبنانية وفق التوازنات البرلمانية السائدة، وعليه، فإن تمديد الازمة سيكون حتمياً الى ما بعد الانتخابات النيابية المقبلة لكي يتم التأسيس لتوازنات مختلفة داخل مجلس النواب توصل منظمة سياسية كاملة تناسب الترتيبات الاقليمية الجديدة، وهذا يعني ايضاً أن التحالفات التي ستبرز في الاشهر المقبلة ستحكم شكل المجلس النيابي الجديد.
داخل”قوى الثامن من آذار” هناك نظرية تقول بأنه لو تلقى رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية الدعم الانتخابي نفسه الذي تلقاها “التيار الوطني الحر” من “حزب الله” وحلفائه، لكان اليوم يرأس كتلة نيابية مسيحية من 10 نواب، وهذا ما يجعله أقدر على الوصول الى قصر بعبدا ميثاقياً وعددياً، وعليه فإن إستمرار الوضع على ما هو عليه قد يدفع الحزب الى دعم ترشيح بعض الشخصيات القريبة من “المردة” في أكثر من دائرة انتخابية ليصبح فرنجية متمتعا بغطاء نيابي مسيحي وازن.
ان تأجيل إنتخاب رئيس جديد للجمهورية الى ما بعد الانتخابات النيابية المقبلة سيدفع ثمنه سياسياً رئيس “التيار” جبران باسيل، الذي سيخسر المزيد من النواب وتتضاءل كتلته في المجلس، كما سيكون احد ابرز خصومه السياسيين امام فرصة كبيرة للفوز بالكباش الرئاسي، وعليه فإن سرعة تعديل المواقف والمواقع السياسية بين الاحزاب اللبنانية يعود الى المتغيرات التي ستفرض نفسها على المشهد وسيكون لها تأثيرات عميقة على الساحة الداخلية.