أخبار دولية

نيران غزة والابتعاد عن مرمى لبنان

تتصاعد ألسنه الحرب في غزة بصورة كبيرة بعدما خرب العدو الإسرائيلي القطاع وقام بتدمير بنيته التحتية وأدخل الشعب الفلسطيني في مجاعة لا تنتهي.
ومع هذا التصعيد تنطلق تهديدات من إسرائيل بضرورة وحتمية التصعيد مع لبنان ، وهو الأمر الذي يثير في ذات الوقت غضب الكثير من اللبنانيين ويدفعهم للرد على هذه التصريحات الاستفزازية .
ومع هذه الردود هناك الكثير من أشكال التخوف اللبناني من تداعيات هذه الحرب المحتملة مع إسرائيل ، في ظل التصعيد الأمني الذي لا ينتهي والاستفزازات الإسرائيلية المتواصلة.
وبالطبع لا يريد الشعب اللبناني لبلاده التي كان لؤلؤة الشرق الأوسط أن يصل إلى ما وصل إليه إخوانهم في قطاع غزة.
عموما ومنذ عام 2006، لم تشن إسرائيل ولبنان أي حرب على الطرف الآخر ، وهو أمر جاء للكثير من الاعتبارات ومنها :
١-معاناة لبنان بسبب هذه الجولة التي شاهدها وأطلع عليها العالم
٢-وجود أصوات لبنانيه تنادي بعدم الدخول أو خوض أي حروب الآن
٣-اعتراف الكثير من الدوائر اللبنانية بصعوبة الوضع الاقتصادي في البلاد ، الأمر الذي سيجعل من خوض الحرب الآن أمرا صعبا للغاية.
٤- معاناة لبنان بسبب تداعيات فيرس كورونا تحديدا والذي أثر على الوضع الاقتصادي بالبلاد ، مثلما أثر على الكثير من دول العالم
٥-الجميع يعرف تداعيات انفجار مرفأ بيروت ، وهي التداعيات التي تنوعت بين التأثير على الوضع الاقتصادي برمته فضلا عما كان لهذه العملية من تداعيات سياسية

ويشير تحليل مضمون بعض من التقارير السياسية والدولية المتعلقة بلبنان إلى أن موجة الحروب التي خاضتها لبنان خلفت
دماراً كبيراً يحاول مواطنو البلاد حتى الآن التعافي منه.
وتشير الكثير من التحليلات السياسية العامة إلى أن الشعب اللبناني حاليا لا يرغب وغير مستعد في خوض حرب أخرى ضد أي طرف، وتخرج الكثير من الأصوات حاليا تقول أنه يجب محاولة تجنب بدء عملية عسكرية يمكن أن تجلب كارثة على لبنان.
غير آن هناك الكثير من الحقائق على أرض الواقع يجب الالتفات إليها وهي:
١-أن لبنان بالفعل يتعرض لهجوم من الاحتلال ، وهو الهجوم الذي يتنوع بين الهجوم الجوي والضربات الأخرى ، الأمر الذي يزيد من حساسية المشهد العسكري في منطقة الجنوب
٢-تتحلى القيادة العسكرية اللبنانية بالمسؤولية حاليا في ظل هذه التطورات خاصة وأن التصعيد الحالي محدود ولا يتسم بما حصل في الحرب الواسعة عام 2006.
٣-هناك اتفاق على عدم التصعيد في ظل الحرب المشتعلة في قطاع غزة حاليا ، وهي الحرب التي لن تهدأ بسهولة خاصة مع اعلان نتنياهو يوم الاثنين عن نجاح إسرائيل في اغتيال القيادي رقم ٤ في حركة حماس ، والمقصود هنا بالطبع مروان عيسى القيادي العسكري في الحركة.
٤-يتمتع المقاتل اللبناني ببأس شديد ، وهو البأس الذي يتذكره الإسرائيليون جيدا منذ التصعيد مع حزب الله الذي أذاق إسرائيل الأمرين ، إلا أن الوضع العام حاليا وحساسية الموقف الاستراتيجي يفرضان ما يمكن وصفه بعدم رغبة جهات لبنانيه كثيرة في عدم التصعيد الآن.
غير آن الصبر اللبناني بالتأكيد له حدود ، ولبنان رقم صعب وليس بالعين ، خاصة في ظل استفزازات إسرائيل المتواصلة.
ومع كل ما سبق فإن هناك جنونا في إسرائيل ، وهو الجنون الذي يفجر بركان تتخوف جهات كثيره في لبنان من أن تصل إليها حممه، وبات هذا واضحا مع يوم الاثنين ، خاصة عقب تكرار حديث نتنياهو عما يسميه بالانتصار في غزة وهو ما أتى عقب تسريبات أمنية نشرها موقع سكاي نيوز أخيرا يقول إن عملية طوفان الأقصى التي حصلت في السابع من أكتوبر الماضي كانت سرية تماما ، ولم يعلم بها إلا : يحيى السنوار وشقيقه محمد السنوار ومحمد الضيف ومروان عيسى.
وفي نفس الوقت وقعت بعض من الضربات الجوية الإسرائيلية في مواقع لبنانيه ، من هنا بات من الواضح أن قطاع غزة والمنطقة بما فيها لبنان عموما لن تشهد أي هدوء حاليا، خاصة مع اعلان نتنياهو في حديثه مع مؤسسة بوليتيكو الإعلامية أخيرا عن نيته الدخول في حرب بمدينه رفح ، رغم ما تمثله هذه المدينة من خطورة على المصريين ، الأمر الذي يزيد من دقة المشهد السياسي الآن.
عموما فإن التطورات الحالية ، فضلا عن دخول الحوثيين في الأزمة الحالية يزيد من الضغوط الاستراتيجية على لبنان للدخول في هذه الحرب ، إلا أن الواقع الاستراتيجي الحالي يشير إلى استمرار الضغوط القوية على لبنان ، وهي نفس الضغوط أيضا المفروضة على مصر والكثير من الدول العربية مع جنون الحرب في غزة ، الأمر الذي يزيد من دقة المشهد الحالي ، وصعوبة التوقع بما هو قادم في المستقبل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى