أبرز الأخبار

موقف بري يفاجئ “الاعتدال الوطني”

مفاجئاً جاء كلام الرئيس نبيه بري حول الحوار ومبادرة تكتل الاعتدال الوطني العامل على خط التشاور مع الكتل النيابية علّه ينجح حيث فشل الجميع في إحداث خرق في الجدار الرئاسي المسدود حتى الساعة والذي “صفّحه حزب الله” عندما ربط الاستحقاقات الداخلية بالحرب على غزة.

قالها بري وبالفم الملآن: “أنا من يرعى الحوار لانتخاب رئيس الجمهورية”، واضعاً الدعوة إليه في عهدة الأمانة العامة لمجلس النواب التي تقع على عاتقها مسؤولية “توجيه الدعوة للكتل النيابية للمشاركة في الحوار الذي سأترأسه شخصياً بلا شروط مسبقة، لعل التلاقي على طاولة مستديرة يؤدي إلى التوافق على اسم مرشح معيَّن من شأنه أن يسهّل انتخابه، لأن الظروف الاستثنائية التي يمر بها لبنان تتطلب منا اليوم قبل الغد وضع حد لاستمرار الشغور في رئاسة الجمهورية”.

موقف الرئيس بري فاجأ تكتل الاعتدال قبل أن يفاجئ غيره من الكتل والقوى السياسية، ويكشف أحد أعضاء التكتل لـ “ليبانون فايلز” ان “الاتفاق مع رئيس المجلس كان مختلفاً تماماً حول آلية الحوار ومن يترأسه ومن يتولى إدارته، وأن كلامه المستجد قد فاجأنا، لأنه سيشكّل “نقزة” لدى الأطراف الأخرى التي ربما تبدّل مواقفها الإيجابية من المبادرة، بعد التقدّم الذي حققناه والإيجابيات التي حصلنا عليها من غالبية الأطراف السياسية”.
كلام بري يستبق اندفاعة تكتل الاعتدال الوطني واللقاء المرتقب مع سفراء الخماسية هذا الأسبوع والجولة الثانية على الكتل النيابية لتذليل ما تبقى من عقد، علّه يتمكن من تبديل مواقف من اعترض على المبادرة أو وصفها بالغامضة، ككتلة حزب الكتائب، قبل الاتفاق على كيفية التشاور السابق لجلسة انتخاب مفتوحة.
ولا يخفي عضو التكتل الذي تحدّث إلى موقعنا خشيته من رفض القوى المعارضة لأي حوار يترأسه الرئيس بري، وهي قد رفضت في السابق الدعوات المماثلة والمبادرات التي أطلقها بري كشرط للتوافق على شخص الرئيس قبل توجيه الدعوة إلى جلسة انتخاب، ويقول المصدر “سبق للقوى السياسية السيادية والمستقلة والمعارضة أن رفضت شروط رئيس المجلس وطالبت بجلسة انتخاب مفتوحة، وهي تُسقط عن الرئيس بري حقه في ترؤس أي جلسة تشاورية لأنه طرف ولديه مع حزب الله مرشح ثابت علماً أن هذا حقهم الدستوري، ونحن لا نناقش فيه، كما لا نناقش حق القوى المقابلة بالتمسّك بمرشحها أو بأي مرشح آخر، لكن ما نخشاه هو أن ينسف إصراره على ترؤس الجلسة الحوارية المبادرة من أساسها”.

وفيما اعتبر أحد أعضاء التكتل الأسبوع الماضي أن هناك ضياعاً لدى الاعتدال نفسه واللجنة الخماسية يقول زميله لموقعنا “نحن ننطلق في الجولة الثانية على القوى السياسية بعدما لمسنا دفعاً دولياً نحو إنهاء الفراغ الرئاسي وانتخاب رئيس للجمهورية ينتظم بحضوره عمل المؤسسات الدستورية من الحكومة إلى المجلس النيابي، وتنطلق عجلة الإصلاح لإخراج لبنان من الهوّة الاقتصادية والمالية التي سقط فيها، من دون إغفال التسويات التي تُحضّر للمنطقة ومن الواجب أن يكون لبنان شريكاً فيها لا أن تأتي على حسابه بسبب تغييبه عن أي مفاوضات مستقبلية قريبة”.
مواقف الرئيس بري الجديدة تأتي بعد الكشف عن اتصال مع الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، وتأكيد استمرار التواصل مع المبعوث الرئاسي الأميركي آموس هوكستين، علماً أن الأوّل علّق زيارته بيروت التي كان من المنتظر حصولها مطلع العام، والثاني علّق تحركه على خط بيروت-تل أبيب بعد فشل مفاوضات القاهرة بين حركة حماس والحكومة الإسرائيلية وعدم التوصّل إلى إتفاق هدنة لستة أسابيع يتخللها تبادل لمجموعات من الأسرى، كما تأتي بالتزامن مع التصعيد العسكري المستمر في الجنوب والتهديدات الإسرائيلية بعملية برية في لبنان، يقيم الجيش الإسرائيلي مناورات الحشد الخاصة بها، فهل يُسقط موقف رئيس المجلس مبادرة الاعتدال الوطني وتسقط معها محاولة داخلية جدية لانتخاب رئيس للجمهورية؟ أم أن بري يسعى لإنهاء المحاولة لأن أوان الانتخاب لم يحن بعد أولاً، ويريد أن يستعيد لنفسه موقع اللاعب الوحيد في ملعب توجيه الدعوات إلى الحوار والانتخاب ثانياً؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى