أخبار محلية

هل يستمر “المركزي” في الحفاظ على السعر الثابت للدولار؟

لماذا حركة التشاؤم المستمرة واستمرار الحديث عن توقعات بتجاوز الدولار الخمسين الفا بينما نشعر اليوم ان حركة التداول بسعر الدولار تتراوح بين ١٠٠ليرة او ١٥٠ليرة زيادة او انخفاضا عن سعره في منصة بورصة لبنان او السوق الموازية .

والاستقرار مستمر للاسبوع الثالث على التوالي رغم اصرار بعض التجار والمستوردين على احتساب الدولار ب٣٣الف ليرة دون ان يعمدوا الى تخفيض اسعار سلعهم ومنتوجاتهم.

واذا كان البعض يهول بتجدد ارتفاع سعر الدولار فحجته ان الحكومة لم تقدم لغاية الان رؤية اقتصادية للتصحيح المالي ولم يظهر اي تقدم على صعيد المفاوضات مع صندوق النقد الدولي ولم تتمكن ايصا من تطبيق الاصلاحات الموعودة والتي ينتظرها المجتمع الدولي وخصوصا اصلاح الكهرباء حيث يصر وزيرها على ان الاصلاح يبدأ بتطبيق تعرفة جديدة دون التطرق الى زيادة ساعات التغذية ولا كافح الهدر التقني وغير التقني ولم يعين الهيئة الناظمة للكهرباء .

لكن سها عن بال هؤلاء انه حتى الامس القريب كان شغل المواطنين الدائم موضوع الدولار وعندما تمكن حاكم مصرف لبنان من ضبط سعر الدولار وتخفيضه الى مستويات جيدة بدأ الحديث عن قرب ارتفاعه متناسين هؤلاء المتشائمين كيف كان بعض المواقع الالكترونية يحدد سعر الدولار وكيف ان بعض الصيارفة كان يتحكم بسعر السوق وكيف كان يقفز الدولار الى مستويات غريبة دون اي رادع.

تؤكد مصادر مالية ومصرفية ان السوق النقدية مضبوطة من قبل مصرف لبنان من خلال التدابير التي اتخذها مؤخرا ومنها التعميم ١٦١والتعميم ١٥٨ وضبط تلاعب الصيارفة عن طريق تحذيرهم من سحب رخصهم لمزاولة المهنة والسماح ببيع الدولار بسعر المنصة داخل المصارف مقابل الليرات اللبنانية مع ابقاء جميع السقوف على السحوبات النقدية التي يمكن استعمالها لشراء الدولار ،وهذا ما ادى الى ظهور دولارات جديدة كانت مخبأة في المنازل بعد ان شعر حاملوها ان الدولار اصبح متوفرا وبات في ايدي الجميع بعكس الليرة اللبنانية التي امتص بعضها مصرف لبنان منعا للتضخم وحجم الكتلة النقدية بالليرة .

وتلفت هذه المصادر المالية والنقدية الى ان ما كان ساريا قبلا لم يعد مقبولا اليوم، فمنذ فترة كان شح الدولار هو السائد والليرة متوفرة بينما اليوم نرى الدولار يتم التداول به بكثرة بينما الليرة اللبنانية شح وجودها وكثر الطلب عليها ولولا تدخل مصرف لبنان لكانت الليرة قد استعادت بعض بريقها وتراجع الدولار الى ادنى من ١٥الف ليرة .ولكن لحسابات بات هو يمتلكها فأنه ينتظر مصير الدولار الجمركي الموجود على مشرحة المجلس النيابي لكي يبنى على الشىء مقتضاه .

ولكن ما يجري على منصة مصرف لبنان يثبت ان الطلب على الدولار مستمر بدليل ما.

بلغ حجم التداول على منصة “Sayrafa” ليوم الجمعة الماضي ال60,000,000/$ ستون مليون دولار أميركي بمعدل 20300 ليرة لبنانية للدولار الواحد وفقاً لأسعار صرف العمليات التي نُفذت من قبل المصارف ومؤسسات الصرافة على المنصة.وهذا يعني ان مصرف لبنان مستمر باستنزاف امواله بالعمله الصعبة اضافة الى ما يحصل عليه من اموال من شركات تحويل الاموال خصوصا من شركة او.ام.تي التي يقدر حجم تحويلاتها شهريا ب ١٢٠مليون دولار .بات يستفيد منها مصرف لبنان

هل يستمر مصرف لبنان في الحفاظ على السعر الثابت للدولار؟

من المؤكد ان مهلة العمل بتعميم ١٦١تنتهي في نهاية شباط المقبل ولم يعرف حتى الان اذا كان مصرف لبنان سيمدد المهلة خصوصا ان هذا التدبير ادى الى ضبط سعر صرف الدولار وتحسين وضع الليرة اللبنانية لكن المفروض ان تبادر الحكومة الى اتخاذ تدابير مساندة لمصرف لبنان والاكم يلحس المبد او ان مصرف لبنان يملك سلة مثقوبة ,وبالتالي فأن لناظره قريب.

جوزف فرح- الديار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى