أخبار محلية

مخطّط تكشفهُ “ضربة الغازية”.. هؤلاء “قيد الإستهداف”!

الضربة التي نفذتها إسرائيل ضدّ منطقة الغازية – جنوب صيدا قبل يومين، أظهرت إنعطافةً جديدة في الأداء الإسرائيلي، وبات يرتكز على ضرب ما تبقى من مُقدّرات إقتصادية في لبنان لاسيما في الجنوب.
ما يظهر حالياً هو أن إسرائيل باتت تأخذُ منحى “الإنتقام” الإقتصادي، فأصوات المسؤولين عن المستوطنات المحاذية للبنان تقول إن “الإنتكاسات” الإقتصادية في تلك المناطق باتت كثيرة، في حين أن مختلف قرى جنوب لبنان وباقي المناطق ما زالت تشهدُ نشاطاً رغم الإشتباكات المستمرّة منذ 8 تشرين الأول الماضي بين “حزب الله” والعدو الإسرائيلي.
مشهدٌ يؤرق إسرائيل
المشهد هذا بات يؤرق إسرائيل كثيراً، وما يتبين من سلوكها في غارة الغازية أنها باتت تسعى لشنّ حرب من نوعٍ آخر ترتبط بتهديد المقدرات المالية والإقتصادية في مناطق “حزب الله”. المسألة هذه ترتبط بحاجة إسرائيل لنقل الشلل الذي تعيشهُ إلى داخل لبنان، وهو الأمر الذي قد يتكرّر أكثر من أي وقتٍ مضى لاسيما في المناطق التي تعتبر تابعة لـ”حزب الله” سياسياً وشعبياً.
الخسائر الناجمة عن ضربة الغازية ليست سهلة، فهي تُقدّر بأكثر من 20 مليون دولاراً بالحد الأدنى. عملياً، فإن الضربة لا ترتبط فقط بمكان الإستهداف والخسائر المادية التي يمكن مشاهدتها، بل تؤثر أيضاً على آلاف العائلات التي تعد المصالح المستهدفة “بوابة رزقٍ لها”.
ما حصل يكشف أن إسرائيل باتت تُوسع نطاق إستهدافاتها، فهي لم تعد مكتفية بـ”الإستهداف الأمني”، بل باتت تسعى وراء “الإستهداف الإقتصادي”. الأمرُ هذا يشيرُ بشكلٍ أو بآخر إلى أنه من الممكن أن تكون هناك مصالح جديدة رهن الإستهداف، وبالتالي العمل على تأليب بيئة “حزب الله” الشعبية ضدّه. هذه النقطة خطيرة جداً، فهي لا تشير فقط إلى خسائر مادية وإقتصادية فحسب بل ترتبط أيضاً بـ”تغيير العقلية” وبجعل منطقة الجنوب منطقة ساخنة لا يمكن إقامة أي نشاطٍ إقتصادي فيها في المستقبل، كون إسرائيل قد تجعل تلك البقعة الجغرافية قيد الإستهداف.
اللافت أيضاً أن تلك الضربة جاءت تزامناً مع حديث إسرائيلي عن “أنفاق حزب الله” وتسليط الضوء على المقدرات الهائلة التي ساهمت في تشييدها فضلاً عن الإشارة إلى مواد البناء وغيرها من المستلزمات التي وفرتها مصالح عدة في الجنوب لصالح تلك الأنفاق.
الفكرة القائمة هي التي يمكن إستشرافها من “ضربة الغازية”، فالمستهدف الأول والأخير هم الجنوبيون وتحديداً أصحاب المصالح الإقتصادية. ولكن، هل هذا يعني إنقلابهم على الحزب؟ هل يشير ذلك إلى إمكانية حصول “تململ”؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى