نائب يغرّد خارج سرب “التكتل”

لم تعد أوساط قيادية مطلعة في تيار سياسي بارز تنفي “وجود نائب بات يغرّد منذ فترة خارج سرب التكتل النيابي للتيار، بل يبدو في الفترة الأخيرة كمن يتحيّن أي فرصة سانحة لإرسال رسائل معينة وإظهار تمايزه، خصوصاً عن مواقف رئيس التكتل والتيار، عبر سلسلة مواقف وخطوات يتخذها ولا تنسجم مع سياسات ومواقف رئيسه. بل إن بعض خطوات النائب المعني الأخيرة تصل إلى حدِّ التعارض مع رئيس التكتل والتيار، وتحصل من دون أي تنسيق معه”.

الأوساط ذاتها تكشف، لموقع القوات اللبنانية الإلكتروني، عن أن “الزيارة التي قام بها هذا النائب لمرجعية سابقة، حصلت من دون تشاور مع رئيس التكتل والتيار ومن دون رغبته في حصولها بالطريقة التي تمَّت بها”، مشيرة إلى أن “رئيس التكتل والتيار أبدى امتعاضه من خطوة النائب المقصود المتفرّدة، ما اضطره للقيام بخطوات لاحقة تجاه المرجعية السابقة بغير ما كان يفضّل”.

في السياق نفسه، تشير الأوساط القيادية المطلعة في التيار السياسي البارز، إلى أن “رئيس التكتل والتيار كان يسعى إلى نوع من وساطة معينة وترطيب الأجواء مع المرجعية السابقة من خلال وسطاء على علاقة مع الطرفين، يسبق لقاء موسّعاً مع المرجعية، بحيث يترأس رئيس التكتل وفداً نيابياً لزيارته. لكن النائب المغرّد خارج السرب استبق الجميع من دون تشاور وزار المرجعية السابقة بشكل منفرد”.

تضيف: “خطوة النائب المتمايز عن التكتل المنفردة، أثارت امتعاض رئيس التكتل والتيار، فضلاً عن زملاء له في التكتل، اعتبروا أنه مهما كانت وجهات النظر مختلفة داخل التكتل النيابي، والأمر لم يعد سراً، غير أنه لا يجوز القفز فوق الجميع واتخاذ خطوات ومواقف متمايزة نافرة إلى هذه الدرجة، لأنه في هذه الحالة يصبح الأمر كمن يقدّم أوراق اعتماد في هذا الاتجاه أو ذاك في سوق السياسة والمساومات والمقايضات والصفقات”.

الأوساط القيادية عينها في التيار السياسي البارز، تحذّر من أنه “لم يعد بإمكاننا في التكتل والتيار تحمّل المزيد من الخضّات والمطبّات بعد كل ما جرى. نحن نحاول استجماع قوانا وتلميع صورتنا ولملمة وضعنا المتراجع، وخطوة زميلنا النائب المتفرّد ليست في مكانها الصحيح على الإطلاق، خصوصاً في هذه الظروف، وهي لا شك ستترك ندوباً عميقة بينه وبين رئيس التكتل والتيار، بالإضافة إلى نواب آخرين في التكتل، ولا ريب أنه ستكون لها مضاعفات في المرحلة المقبلة داخل صفوفنا”.