أبرز الأخباربأقلامهم

قدر الموارنة

المحامي لوسيان عون

قدر الموارنة أن يشهدوا للاضطهاد
قدر الموارنة مواجهة الإجتياحات والإنقلابات والأطماع والأحقاد
قدر الموارنة ذرف الدماء والدموع
قدر الموارنة إلصاق سائر التهم والآثام بهم وتحمّل تبعات حروب ونكبات العالم أجمع
قدر الموارنة تحمّل أوزار الآخرين على أرضهم من فساد وإهمال ونهب وتهجير وتنكيل وإفلاس
قدر الموارنة تحمّل عبء بناء وطن بأسره
قدرهم تحمّل جرائم الآخرين وافعالهم وأخطائهم
قدر الموارنة استنزافهم وسلبهم مناصبهم وصلاحياتهم
قدرهم ابتزازهم وإلصاق التهم جذافاً بهم
قدرهم احتواء اضطهادهم كل حقبة من الزمن،
فالمقاومة والصمود، من قاديشا الى قنوبين وزحلة وصنين وسوق الغرب وقنات ودير القمر كان وساماً على صدرهم
وفضلهم في تأسيس دولة لبنان الكبير وجمع شملها لن تنساه عشرات الاجيال المقبلة
قديسو الموارنة شكلوا تحدياً في الزهد وحمل رسالة الله والمجد والخلود من عنايا الى بقاعكفرا الى جربتا الى حردين الى ايليج وحريصا والعاصي وبكركي وكل الصوامع والمغاور والاديرة والكنائس التي جسدت رسائل الرب وعكست صمود الموارنة ،فكرست بطولتهم ومجدهم الذي لا تغيب شمسه، لتبقى صخور نهر الكلب شاهدة على جحافل الغزاة الطارئين وسيرة المندحرين تحت أقدام جبل يسوع الملك ومار الياس الراس.
هي حقائق تاريخية تشكل أوسمة للموارنة ،لكنها لا تعجب من حاول تكراراً على مدى ألفيتين إبادة الموارنة وسحقهم ،ففشلوا كما يفشلون اليوم لأن المارونية أكانت سياسية أم ثقافية أم حضارية أم فكرية أم ليتورجية وكنسية تبقى رسالة حياة وما بعد حياة…
فلا يقولن أحدهم أن المارونية السياسية هي التي دمرت لبنان، بل بعض الخونة من الموارنة الذين لم يتعدوا اصبع اليد، ولكم من عملاد وخونة لدى الطوائف الأخرى… ونكتفي بشهادة الملايين من يتوسلون انهاء الفراغ الرئاسي اليوم وانتخاب ماروني حصراً ولهو أكبر إثبات على أن العلّة في هذا الوطن ليس بالطائفة المارونية، بل بنواب الامة الذين يشكلون ممثلي الشعب من سائر الطوائف الذين تخلوا عن دورهم وواجبهم في إنجاز عملية انتخاب رئيس بلا توقف كما فرض الدستور ،ولا داعٍ في شرح ملابسات هذا الانكفاء واسبابه وتداعياته…
فبلا ماروني على رأس الدولة بلغ الانهيار أوجه، ولامس الوطن حد الإفلاس، فبات مركباً بلا ربان تتقاذفه الأمواج العاتية…
فيا نواب الأمة جمعاء من كل الطوائف، في هذا الوطن الطائفي… وإلى حين تطبيق المادة ٩٥ من الدستور وإلغاء الطائفية السياسية ،إنتخبوا الماروني الأنسب، لان استمرار الفراغ الرئاسي لن يترك قيماً دينية ولن يحافظ على الاسس والمبادىء الطائفية والعيش المشترك ،بل سوف يتسبب بتسلل ما يكرسه الغرب شيئاً فشيئاً ضمن انظمة الأحوال الشخصية من قوننة لشذوذ وشواذ وعادات تتناقض مع كافة الطوائف والمذاهب، وقد تطيح بها في يوم من الأيام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى