أبرز الأخباربأقلامهم

الخيار الثالث يتقدم.. ورقة فرنجية سقطت

كلادس صعب
صوت بيروت

 

يتمسك محور الممانعة بالوزير السابق سليمان فرنجية كمرشح رئاسي لا يمكن التنازل عنه، رغم التطورات العسكرية المتسارعة و الدراماتيكية جنوب لبنان، والمعارك التي يخوضها “حزب الله” والتي توسعت المشاركة فيها مع إعلان انضمام “حركة أمل” إلى الجبهة في مواجهة العدو الإسرائيلي والتي خلطت الأوراق الداخلية على الساحة اللبنانية، مع تصاعد المواقف الرافضة لانزلاق لبنان نحو حرب عند جبهته الجنوبية قد تكون مكلفة على لبنان اقتصاديا وبشريا ودولياً.

مع اقتراب الإعلان عن هدنة في قطاع غزة بين حركة “حماس” وحكومة الحرب الاسرائيلية، تقودها الولايات المتحدة وعدد من الدول العربية والأوروبية، مع التوصل الى مسودة اتفاق تتضمن عدة بنود يأتي في مقدمها هدنة طويلة الأمد وتبادل للاسرى.

عادت حركة الدول الاوروبية باتجاه لبنان، واكبتها معاودة اللجنة الخماسية مساعيها لإنتاج توافق قد يفتح باب المجلس النيابي اللبناني أمام مرشح رئاسي ينهي الفراغ في قصر بعبدا.

إلا أن المواقف التي صدرت عن طرفي الممانعة والمعارضة لم تواكب هذا التحرك،  نتيجة إصرار رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري على ثابتتين هما الحوار وفتح أبواب البرلمان لانتخاب الوزير السابق سليمان فرنجية.

في المقابل صعًدت قوى المعارضة من سقف مواقفها كخطوة استباقية لمواجهة إمكانية محاولة فرض فرنجية، وقد كان لموقف البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي وقعا على الساحة الداخلية من خلال عظته التي توجه فيها بشكل مباشر إلى “حزب الله” دون ان يسميه، بقوله أن أهالي القرى الحديد الحدودية في الجنوب يرفضون أن يكونوا رهائن ودروعا بشرية وكبش محرقة لسياسات لبنانية فاشلة، ولثقافة الموت التي لم تجر على بلادنا سوى الانتصارات الوهمية والهزائم المخزية”.

وجاء بيان المطارنة الموارنة الاخير، ليرفع منسوب الدعم للراعي بتأييد ما أورده في عظته حول رفض المتاجرة بأهل الجنوب، مضيفاَ الى بيانه التشديد على تنفيذ من درجات القرار الدولي 1701، محذرين من المحاولات الجارية دوليا ومحليا لتمرير ما أطلقوا عليه “ترسيم مشبوه للحدود بين لبنان وإسرائيل” في ظل فراغ كرسي رئاسة الجمهورية.

يرى مصدر متابع للتحركات الدبلوماسية باتجاه لبنان بدءا من وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، الذي أثارت زيارته زوبعة في الخارجية اللبنانية حين اعترض وزيرها عبد الله بو حبيب على عدم تبليغه بالزيارة مسبقاَ، وصولا إلى وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه، وترقب لزيارة وزير الخارجية الإيراني حسين امير عبد اللهيان لبيروت اليوم، والتي تتزامن مع جولة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الخامسة للمنطقة والتي بدأها من المملكة العربية السعودية، التي تشكل المعبر الأساس والمحطة الأولى لأي مسعى أمريكي لاي حل لمشاكل المنطقة لاسيما غزة والشروط التي وضعتها لحل القضية الفلسطينية.

وبالعودة الى لبنان فان الاستحقاق الرئاسي سيظل في غرفة العناية العربية والغربية بعد فشل التوافق الداخلي، التي يبدو ان الاطراف المعنية بهذا الاستحقاق ستبقى في حالة ترقب لنتائج الاتفاق بين “حماس” وحكومة نتنياهو وامكانية نجاحه الذي ستتحدد من خلاله مسار المعارك في القطاع وخارجه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى