أبرز الأخبار

تسوية إقليمية في الأفق تسخّن الملف الرئاسي… ماذا عن دور إيران؟!

“ليبانون ديبايت”

لا تزال حركة الموفدين الدوليين إلى لبنان تحاول خرق الجدار المقفل أمام أي تسوية قد تأتي على حساب الحرب الدائرة في غزة، لا سيّما أن جبهة الجنوب بتوصيف المقاومة هي جبهة اسناد, فما مدى إمكانية إيجاد حل للملفين البارزين أي الحرب في الجنوب والشغور الرئاسي بعد أن فرضت الحرب ارتباطهما لأسباب كثيرة.

وهذا ما يؤكد عليه الكاتب والمحلل السياسي جورج علم في حديث إلى “ليبانون ديبايت”, إذ يرى ان ملف الجنوب متصل بملف رئاسة الجمهورية ولكن الاولوية لملف الجنوب لاعتبارات اسرائيلية:

– الإعتبار الأول أن حكومة بنيامين نتنياهو تريد فصل جبهة الجنوب عن جبهة غزة.

– الإعتبار الثاني وهو الملحّ تأمين الضمانات الأمنية في الجنوب التي تسمح بعودة المستوطنين اليهود إلى مستوطناتهم القريبة من الحدود مع لبنان وهذا مطلب ملح, أو بالأحرى تحدٍّ ملحّ لحكومة نتنياهو في الداخل.

ويعتبر أن حركة الموفدين إلى لبنان والمنطقة متصلة بالملفين:

– الملف الأول هو وقف إطلاق النار في الجنوب والبدء بمفاوضات غير مباشرة لتنفيذ إتفاقية الهدنة آذار 1949 والقرار 1701 آب 2006 وهذا يعني إبعاد حزب الله من جنوب الليطاني إلى شمال الليطاني على أن تكون هناك منطقة عازلة ما بين ضفة الليطاني جنوباً إلى الحدود الدولية مع فلسطين المحتلة برعاية الأمم المتحدة والجيش اللبناني بعد تفعيل دور قوات اليونيفيل ومدّها بالسلاح اللازم.

لكنه يشير إلى أن حزب الله حتى الآن يرفض مثل هذا الإقتراح لأن إيران تصرّ على ربط الجبهات وتصرّ على أن أي حل على أي جبهة يجب أن تكون حاضرة بشروطها وأولوياتها للموافقة وهذا يعني أن الملف اللبناني بشقّيه الجنوبي والرئاسي لا يمكن معالجته إلا بتوقيع إيراني.

ويشير علم, إلى أن الدليل على هذا الأمر, هو أن الخماسية الدولية بعد عام ونصف فشلت حتى الآن بانتخاب رئيس للجمهورية رغم حراكها لأن إيران لم تكن ضمن طاولة الخماسية وبالتالي تمكن حزب الله من تعطيل انتخاب رئيس.

ويرى أن حركة الموفدين مرتبطة بأمرين ملحين:

– الإسراع في معالجة الوضع بالجنوب برؤوس باردة ومن خلال المفاوضات حتى لا تتوسع ضربات المواجهة وتتحول الى حرب موسعة.

– الإسراع بانتخاب رئيس لأن غياب السلطة في لبنان من رئاسة الجمهورية إلى مجلس الوزراء إلى المجلس النيابي المعطّل دوره يعني أنه ليس في لبنان دولة قادرة أن تتحمّل مسؤولية أي تفاهم أو أي صيغة لمعالجة الوضع في الجنوب ولكي يكون لبنان حاضراً في أي تسوية ترسم للمنطقة لأنه معني بشكل أو بآخر بها كونه يستضيف نصف مليون نازح فلسطيني على أرضه، وهو يخشى التوطين بعد أن تعطّل دور الأنروا.

ومن هذا الباب يحرص الموفدون, برأي علم، لكي يكون لبنان جاهزا لمواكبة ما يجري من ترتيبات لأوضاع المنطقة.

أما عن إحتمال أن تعرقل إيران هذه الحلول؟ يقول علم, أن إيران من خلال دعمها للميلشيات في كل من لبنان والعراق وسوريا واليمن تريد أن تكون على الطاولة سواء كانت لبحث تسويات معينة لهذه الجبهات الأربعة أو لتسوية كبرى حول غزة والقضية الفلسطينية واليوم التالي في الشرق الأوسط, وبالتالي مطالبها واضحة رفع العقوبات الأميركية وإطلاق حركة تجارتها دون أي عوائق أو شروط أميركية دولية وتفاهم على الملف النووي، وتفاهم على دورها في الخليج والعالم العربي.

ويؤكد أن هناك تسوية كبرى في المنطقة, إيران تريد أن تكون جزءاً أساسياً منها وبالتالي أي تعطيل في الداخل قد لا يكون من شأن محلي ولكن بإيعاز خارجي.

أما ما يتعلّق بالتسوية في قطاع غزة وانعكاسها على لبنان ستكون على مراحل, بمعنى أنه لن يصار إلى إطلاق كل الرهائن وبالتالي لن يصار إلى وقف دائم لإطلاق النار، ومن هنا في كل مرحلة يصار فيها إلى مزيد من إطلاق الرهائن يصار فيها إلى تجديد وقف إطلاق النار بمهل معينة.

في ظل هذه “الهدنات” إذا حصلت من المفترض أن تسري على جبهة الجنوب أيضاً كما حصل في الهدنة السابقة وهذا يوفر فرصاً أمام الوفود العربية والدولية إلى لبنان أن تبحث تسوية الوضع في الجنوب بأجواء أمنية هادئة وليس تحت ضغط المدافع.

ولا يستبعد أن يشهد لبنان خلال مرحلة التهدئة تفعيلاً للملف الرئاسي، وبحث الوضع اللبناني لن يقتصر على الجنوب بل على الملف الرئاسي ، لا سيّما أن أي تسوية خارجية ترتبط بلبنان يحب أن تقترن بتوقيع رئيس الجمهورية وفق الدستور وليس بأي توقيع آخر وهذا يعطي بصيصاً من الأمل في تسخين الملف الرئاسي.

لكنه يعرب علم, عن “حذره لجهة التشديد على دور إيران لإن كانت ستوافق أو لا وهو سؤال محوري”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى