أبرز الأخبار

هكذا تخدع القوى المسيحيّة مناصريها و”تغسل يديها من تأمين خدماتهم”

الكلمة أونلاين

كارين القسيس

تمخّض الجبل فولّد فأراً، قد يكون هذا القول أفضل توصيف لبيان الأحزاب المسيحيّة في الوقت الحاضر الذين اجتمعوا في مكتب لابورا وأيضاً في ظلّ وتصريحات بعض نوّاب القوات اللبنانية مؤخراً حول “تغنيج” وزير الأشغال في حكومة تصريف الأعمال علي حميّة الذي يتهم بعدم احترام التوازن في المواقع المسحيّة.

أخلّ وزارته منذ اطاحة الوزير السابق غازي العريضي بمدير الوزارة منذ اكثر من عشر سنوات وصمتت كل القوى مقابل حصولها على ” نقلة زفت “.

وكان سبق البيان كلام خجول لباسيل بقوله إنّ وزير صاحبنا لم يبقِ موقع مسيحي ،فيما عم باسيل الرئيس عون نصب ذاته محصلاً لحقوق المسيحيين ولم يفعل في عهده سوى ضرب المواقع المسيحية وغض أنتظر على قضم هذه المواقع مقابل الحصول على حماية حزب الله.

لا يخفى على أحد تغريدة عضو تكتّل الجمهوريّة القويّة، النائب جورج عقيص، الذي قال حرفياً ” أُطالب وزير الأشغال العامّة والنّقل في حكومة تصريف الأعمال علي حمية ، النّشيط والمجتهد، بالعودة عن خطأ تعيين مدير عام الطّرق والمباني من خارج العرف الطّائفي، والّذي تمنّينا عليه مرارًا عدم الوقوع فيه”، مؤكّدًا أنّ “الرّجوع عن الخطأ فضيلة، والإمعان فيه خطيئة”.

هذا التصريح ليس إلاّ “ابرة مورفين”. ولا شكّ في أنّ الكلام الأكثر خطورة هو الذي لا يخرج إلى العلن إلاّ وقت الأزمات الحادة، فأين كانت “القوات” عند التعيينات في وزارة المالية؟ أو أن في الأخيرة “الاستاذ برّي بمون”؟!

وبعد تصريح عقيص وفي جلسة الموازنة، أشاد عضو تكتل الجمهورية القوية، النائب جورج عدوان بوزير الأشغال، قائلاً “كلمة حق تُقال الوزير حمية زاد مداخيل وزارة الاشغال بأضعاف، وذلك بسبب سلوك المسار الصحيح من خلال تلزيم المرفأ والمطار.

يعتمد هذا الحزب حيلة يتبعها غالبية الأحزاب المسيحيّة. صحيح أنّ تصريحات رئيس حزب القوات اللبنانية، سمير جعجع، توحي أنّه قادر على انقاذ المسيحيين واسترجاع حقوقهم إلاّ أنّ في الواقع تبيّن أنّها ليست إلاّ حبراً على ورق.

فماذا قدّمت القوات للمسيحيين في السياسة وفي انقاذهم من الوضع الراهن؟!

بين الخطاب المرتفع السقف، والاصوات المعترضة، تتصرّف “القوات اللبنانية على أنّها الرابح الأوّل، وعلى قاعدة “امطري متى شئت، فإنّ خراجك عائد إليّ”. إذ بدأت تعتبر أنّ تغريدة أو تصريح أو حتّى الالتفاف وراء الجبهة السياديّة يصبّ في مشروعها القائم وعلى استمراريّتها وعلى انقاذ المسيحيين.

الأمر ليس فقط على “القوات”، فالتيار الوطني الحرّ أيضاً وبرئيسه النائب جبران باسيل لا يفوت فرصة إلاّ ويدقّ على طبل “حقوق المسيحيين” ، معتقداً أنّه في بيع الشعارات الرنّانة يمكن استعادة ملك ضائع
.
ثمّ أنّ الطانشاق الذي يترك مديدر البيئة بريج هاتيان فريسة للوزراء المتعاقبين لانه ليس مطواعاً له يدّعي الحرص على المسيحيين.

ولو أنّ ملف التعيينات وفساده داخل الصف المسيحي الواحد، لكنّا رأينا نواب التكتلين “الجمهورية القوّية” و”لبنان القوّي” في هجوم لاذع ضدّ بعضهما البعض. هذا عدا عن أنّ رئيس مؤسسة لابورا الأب طوني خضرا دعا كافة الاحزاب المسيحيّة إلاّ أنّ لا أحد تجاوب أو حتّى بادر في دعم المسيحيين

واللافت أنّ الأحزاب الكبيرة التي تعتبر نفسها خير تمثيل وتتعاطى بفوقيّة مع الآخرين، لأنّها لا تريد أن تأخذ مبادرة نظراً لحساباتها، لهذا فهي “تتخبّى” وراء الرابطة المارونيّة والنائب كميل شمعون الذي “ما إلو بالقصر إلاّ من مبارح العصر”. فالمستغرب لمن تشكي هذه الأحزاب إن كان للفريق السياسي المعارض فهم على تنسيق معهم، وإن كان لجمهورهم فهم انتخبوهم لينوبوا عنهم ويحلّوا مشاكلهم.

إنّ خطر الأحزاب المسيحيّة على ما تبقّى من مسيحيين في لبنان يتصاعد يوماً بعد يوم، والأحزاب مستمرّة في “خداع” مناصريها وكأنّ المسيحيين يعيشون العهد الذهبي وعليهم أن يقاوموا ويصمدوا في لبنان الذي ولّى ولن يعود لأسباب كثيرة تؤدي الى استنتاج واحد وهو أن تاريخ وجود المسيحي في لبنان لم يكن مهدداً في يوم من الأيّام كما هو الحال اليوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى