أبرز الأخبار

ورش عسكرية داخل الحزب

على الرغم من أنّ المعركة في غزة وتداعياتها على الجبهة الجنوبية اللبنانية مستمرّة، فإنّ الحزب بدأ خلال الأسابيع الأخيرة إجراء مراجعة شاملة لكلّ التطوّرات التي حصلت أمنيّاً وعسكرياً وسياسياً.
مصادر “أساس” أشارت إلى أنّ الحزب قام بتكليف عدد من اللجان المتخصّصة داخل الحزب بإعداد تقويم شامل لمعركة طوفان الأقصى وتداعياتها المختلفة والآفاق المستقبلية للتطوّرات في لبنان والمنطقة والعالم، إضافة إلى إجراء مراجعة لكلّ الإجراءات العسكرية والأمنيّة التي اتُّخذت خلال المعركة المستمرّة من أجل تطوير الأداء ومعالجة الثغرات التي برزت في كلّ المستويات.

بالمقابل، على الصعيد السياسي الداخلي، بدأ المسؤولون في الحزب إجراء العديد من اللقاءات مع شخصيات سياسية وفكرية ودينية للاستماع إلى رؤيتهم للتطوّرات المختلفة وكيفية مقاربة الأوضاع في المرحلة المقبلة. وقد عُقد لقاء موسّع بين مسؤولين في الحزب وعدد من المسؤولين في البطريركية المارونية لتقويم العلاقة بين الحزب وبكركي والبحث في مختلف الملفّات الداخلية.

كما عمد المركز الاستشاري للدراسات والتوثيق (وهو أحد أهمّ مراكز التفكير والبحث التي تعتمدها قيادة الحزب لإعداد الدراسات والأبحاث وتقديمها للشورى والمجالس المعنيّة بالقرار) إلى إعداد سلسلة دراسات وأبحاث حول التطوّرات الجارية وإجراء استطلاعات للرأي العام اللبناني لتقويم أداء الحزب على صعيد دعم الشعب الفلسطيني. كما أقام المركز ندوات فكرية مغلقة استضاف خلالها عدداً من المفكّرين والباحثين اللبنانيين والفلسطينيين والعرب لتقويم التطوّرات التي جرت منذ معركة طوفان الأقصى إلى اليوم ووضع رؤية مستقبلية لدور المقاومة ومحور المقاومة وكيفية مقاربة التطوّرات السياسية والفكرية.

ورشة دائمة لمواكبة التطورات

يؤكّد المطّلعون على الأجواء الداخلية للحزب أنّ مختلف المؤسسات والوحدات المركزية والمجالس المختلفة هي في ورشة دائمة ومستمرّة لمتابعة مختلف التطوّرات الأمنيّة والعسكرية والسياسية في لبنان والمنطقة، وأنّ هناك تواصلاً دائماً بين قيادة المقاومة في لبنان وقيادة المقاومة في فلسطين لمواكبة مختلف التطوّرات والتنسيق الميداني والسياسي، وأنّ الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله يتواصل مع مختلف القيادات ويتابع التطوّرات ساعة بساعة، ويتمّ في ضوء ذلك اتخاذ مختلف القرارات العسكرية والسياسية.

فيما على الصعيد السياسي والدبلوماسي يشير المطّلعون إلى أنّ قيادة الحزب والمسؤولين فيه تلقّوا خلال الأسابيع الماضية الكثير من الرسائل والعروضات بشأن الجبهة الجنوبية ووقف إطلاق النار وتطبيق القرار 1701 وكيفية معالجة مختلف الملفّات المتعلّقة بالاحتلال الإسرائيلي للأراضي اللبنانية، وأنّ الجواب الوحيد والمتّفق عليه لكلّ المبعوثين والمتّصلين أن لا وقف للعمليّات قبل وقف الحرب في غزة وأن لا بحث في القرار 1701 قبل وقف إطلاق النار وأن لا تراجع عن دعم الشعب الفلسطيني مهما بلغت التهديدات والمخاوف، وأنّ الحزب جاهز لكلّ الاحتمالات والخيارات.

الحزب يحتفظ بمفاجآت عسكرية
ويضيفون: “أمّا على الصعيد العسكري والأمنيّ فالحزب حتى الآن لم يستخدم سوى ما بين 5 و10 في المئة من قدراته، وهو يدرس كلّ تفاصيل التطوّرات التي حصلت ويعالج الثغرات الأمنيّة التي برزت، وخصوصاً على صعيد استخدام التكنولوجيا الحديثة وكيفية حصول العدوّ الإسرائيلي على بعض المعلومات، وتمّ اتّخاذ إجراءات عملانية وإصدار العديد من التعاميم الخاصة والعامة لمعالجة ذلك، وهناك تقدّم كبير في معالجة ذلك”.
في الجانب الإعلامي يحصل تنسيق ومتابعة كاملة بين الإعلام الحربي والوحدة الإعلامية المركزية لمواكبة التطوّرات، والوسائل الإعلامية التابعة للحزب تواكب المعركة على كلّ المستويات، وهناك تفاعل كبير بين هذه الوسائل والجمهور اللبناني والعربي والفلسطيني، كما أنّ مسؤول الوحدة الإعلامية المركزية الحاج محمد عفيف يتابع التطوّرات بشكل دائم، وقد شارك يوم السبت الماضي في لقاء حواريّ موسّع مع عدد كبير من الإعلاميين اللبنانيين بدعوة من اللقاء الوطني الإعلامي، حيث شرح تفاصيل التطوّرات والرؤية السياسية للحزب داخلياً وخارجياً.

يختم المطّلعون على أجواء الحزب أنّ قيادة الحزب ومطمئنّة لنتائج المعركة الكبرى، وأنّ معطياتهم تؤكّد قدرة المقاومة في فلسطين على الصمود والانتصار مهما بلغت الضغوط، وأنّ ما يجري ستكون له تداعيات كبرى في المرحلة المقبلة على كلّ الصعد، والمطلوب أن نكون جاهزين لكلّ التطوّرات والاحتمالات، وأن لا يتمّ تقديم تنازلات سياسية بعد تحقيق الانتصارات العسكرية.

قاسم قصير – اساس ميديا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى