أبرز الأخبار

شبكة الاتصالات الأمنية والخلوية سقطت بالكامل بيد إسرائيل

بقلم وفاء مكارم

يتصاعد في الفترة الأخيرة مسلسل الاستهداف الإسرائيلي للقيادات سواء من الحزب أو حركة حما//س، ما يدل على انكشاف امني واضح وصريح قد يدفع الحرب الى التوسع لحرب شاملة تمحي الأخضر و اليابس. والسؤال الأبرز اليوم، كيف تغتال إسرائيل قادة الحزب ومن أين لها هذه المعلومات الدقيقة للغاية؟ وهل أمن الحزب بات مكشوفاً؟

في هذا السياق، اكد الصحافي إبراهيم ريحان في حديث خاص لـ “ديمقراطيا نيوز” ان إسرائيل تتفوق في المجال المخابراتي والمعلوماتي، مشيراً الى أن الحزب يعتمد استراتيجية المشاهدة عند الحدود والتي هي الضرب من الاحراش والمناطق المكشوفة ويتجنب حتى اللحظة أن يضرب من داخل القرى وهذا الأمر يُسّهل استهداف عناصره.

وكشف ريحان أن الجواسيس الاسرائيلية تلعب دوراً كبيراً في الاستهدافات، مشيراً الى معلومات خاصة من قبل مصادر أمنية رفيعة المستوى تحدثت عن وجود أكثر من 10 آلاف شبكة تجسس إسرائيلية منتشرة في كل مكان في لبنان من الجنوب إلى الشمال.

وأشار ريحان إلى أن الحزب عندما كبّر حجمه سهّل إختراقه، شارحاً ان في حرب تموز 2006 كانت عناصر الحزب لا تتعدى 8000 مقاتل وكان جسمه صغير ما صعّب خرقه. أما الآن فتتعدى عناصره المئة ألف مقاتل بالإضافة إلى المؤسسات الأخرى من صحية وتربوية وغيرها. وهنا بدأنا نتحدث عن جسم ضخم للغاية والجسم الكبير سهل الاختراق.

وأضاف ريحان “ان عامل التجسّس مرده الأزمة الاقتصادية، وفي المقلب الآخر الاشكال السياسي الداخلي والممارسات الداخلية للحزب خلقت بيئة معادية له دفعت عدد من اللبنانيين ان يعرضون خدماتهم على إسرائيل على خلفية الحقد السياسي للحزب وهذه المعلومة متوفرة لدى الأجهزة الأمنية”.

كما لفت ريحان إلى أن التعاون المعلوماتي الأميركي الإسرائيلي، وكذلك المساندة الغربية المعلوماتية والمخابراتبة مكّنت إسرائيل من زيادة عدد الاغتيالات، مشيراً الى ان الولايات المتحدة الأميركية زوّدت إسرائيل بأقمار اصطناعية قادرة على العودة بالزمن إلى الوراء، كما لو أننا نُعيد تسجيل لكاميرا مراقبة يرصدون من خلالها الخليّة التي أطلقت الصاروخ والى اين توجهت بعد العملية وهكذا يتم استهدافها.
ولكن عندما تصبح الحرب واسعة وشاملة لا تتمكن إسرائيل من ملاحقة كافة العمليات وهذه الحرب المحدودة أدت بطبيعة الحال إلى ارتفاع عدد الشهداء لدى الحزب.

واعتبر ريحان ان من مصلحة الحزب العسكرية ان تتوسع الحرب فرصد ١٠ صواريخ يختلف عن رصد ١٠٠، ولكن بشكل عام ليس للحزب مصلحة في توسع الحرب لان خلال عدوان 2006 تكفلت الدول العربية بإعادة اعمار الجنوب. أما اليوم الأمور اختلفت جدًا، ففي حال دمّرت إسرائيل بلدة واحدة لا قدرة لاعادة اعمارها، فإيران لديها أزمة اقتصادية والقدرة المالية للحزب محدودة.

كما تحدث ريحان عن سيناريو إسرائيلي معدّ للدمار الشامل للقرى ليعزز التهجير في الجنوب وعليه تخلق بالقوة منطقة عازلة، مشدداً على أن التهجير لن يكون من طرف واحد فهذا واقع، والحزب اوصل هذه الرسالة مراراً وتكراراً للدول الأوروبية.

وعن الاختراقات التي يتعرض لها لبنان منذ فترة، قال ريحان: “لا شك أن هناك يد إسرائيلية خلفها، ولكن الأهم هو أن لدينا دولة متهالكة لا خطة لديها من ناحية الأمن السيبراني منذ أن قررت توسيع استخدام الانترنت في كافة القطاعات أي منذ أكثر من ١٠ سنوات”، مشددًا على أن الأزمة الاقتصادية ليست السبب الذي أوصلنا الى التهالك، بل ان الدولة لم تضع بعين الاعتبار الأمن السيبراني والمعلوماتي، وهذه ثغرة خطيرة جدًا على صعيد الاتصالات والمعلومات لان شبكة الاتصالات الأمنية والخلوية سقطت بالكامل بيد إسرائيل وأصبحت قادرة على تعقب الجميع.

وأشار ريحان إلى أن قرصنة إسرائيل للمواقع الإلكترونية للدولة تمكنها من الدخول إلى السيرفر الأساسي الذي تعمل عليه الدولة وتمكنها من جمع الداتا عن اللبنانيين والسوريين المتواجدين على الأراضي اللبنانية وعناوينهم وغيرها من المعلومات التي قد تستغلها بطريقة ما.

وفي الختام، استبعد ريحان أن تنخفض وتيرة الحرب وان الأمور قد تتدحرج بعد فشل المساعي الدبلوماسية وغياب الأفق السياسية ، قائلاً “الموقف الأميركي إلى الآن يرفض توسّع الحرب، ولكن من يضمن أن لا تفتعل إسرائيل الحرب وتجرّ لبنان إلى حرب شاملة وتفرضها كأمر واقع على الولايات المتحدة؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى