أبرز الأخبار

بعد رحيل الحريري… هل أصبحت بيروت ساحة مفتوحة امام الحزب؟

كثرت التحاليل والأقاويل التي تحدثت عن مخطط حزب الله فيما يخص العاصمة بيروت، خصوصًا بعد تأكيد تعليق الرئيس سعد الحريري وتيار المستقبل للعمل السياسي، ما يجعل بيروت ساحة مفتوحة على جميع الاحتمالات والصراعات بين القوى الموجودة التي تطمح لوراثة القاعدة الشعبية الخاصة بتيار المستقبل.

لا شك أن هناك حالة إحباط قوية في الشارع السني وخصوصاً البيروتي، وعزوف سعد الحريري الذي خاض الانتخابات على أحد المقاعد السنية في هذه الدائرة، ستفتح شهية كل شخصية قادرة على استقطاب بضعة آلاف من الأصوات لتشكيل لائحته الخاصة، لكن من غير الواضح حتى الساعة من سيملأ الفراغ الذي سيتركه الحريري و(المستقبل).

يُفضل رجل الاعمال بهاء الدين الحريري ضمّ كل قوى المعارضة في بيروت في لائحة واحدة، وربما يتحالف بحكم الضرورة مع رئيس حزب الحوار الوطني النائب فؤاد مخزومي، هذا بالاضافة إلى سعي جمعية المشاريع لتشكيل لائحة منفصلة عن الثنائي الشيعي، اضافة إلى لائحة رجل الاعمال ورئيس نادي الانصار نبيل بدر الذي يسعى لضم السفير نواف سلام مع الجماعة الاسلامية وبعض الشخصيات التي تدور في فلك تيار المستقبل وشخصيات من المجتمع المدني.

أما حزب الله وإنطلاقاً من فائض الأصوات لديه في دائرة بيروت الثانية، حيث حصل النائب أمين شري، مرشح حزب الله على أعلى عدد من الأصوات التفضيلية بحيث حصد 22961 فيما حل سعد الحريري ثانياً بـ2075 في انتخابات عام 2018، ما زال يدرس كيفية توزيع هذه الأصوات ولمصلحة أي مقعدٍ آخر، فهل يحافظ على المقعد الانجيلي لصالح حليفه التيار الوطني الحر أم يجيّر أصواته للحصول على المقعد الدرزي، علماً أنه بالامكان الحصول على الإثنين معاً.

لكن ما يهم حزب الله بدرجة أساسية أن يحصل على كل المقاعد الشيعية في كل الدوائر الانتخابية في لبنان، وإذا حصلت شكوك تتعلق بالمقعد الشيعي الثاني فالحزب قطعاً يفضل أن يتنازل عن المقعد الدرزي من حصة حلفائه ليضمن بالكامل حصوله على المقعد الشيعي الثاني.

من المؤكد أن حزب الله لا يخفي رغبته بالحصول على مقعد سني في بيروت، علماً أن الدائرة تضم 6 مقاعد سنية، لكن هذه المهمة شبه مستحيلة، وقد تؤدي في حال أراد الحزب تحقيق هذه الرغبة إلى خسارة مقعد شيعي، الأمر الذي لا تخاطر به قيادة الحزب، بالاضافة إلى أن الواقع الشعبي للثنائي الشيعي في بيروت لا يسمح بحصول لائحتهما على أكثر من حاصلين ونصف الحاصل.

في المحصلة، يبدو واضحًا أن منسوب التنافس المرتفع يعبر عن توتر داخل كل القوى السياسية التي تخوض الانتخابات في هذه الدائرة، فالتيار الوطني الحر ورئيس الحزب الديموقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان يضغطان على الحزب ليكونا على لائحته في بيروت الثانية، والأرجح هذه المرة أن يزيد عدد اللوائح عن 9 لوائح، ما سيجعل الأصوات مشتتة بقوة.

 

الكلمة أونلاين

محمد مدني

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى