أبرز الأخبار

انتهاك لحرمة الموت في الأشرفية.. مبنى يغطّي مدافن رعية مار متر الأرثوذكسية!

 

ريتا عشقوتي – VDLnews

اعتدنا في لبنان على البناء العشوائي خاصة في العاصمة بيروت من دون رخصة أو حتى إذن واعتدنا على مقولات مثل “شو وقفت علينا؟” و”ما في دولة لتحاسب أصلاً ولا مسؤولين” وغيرها من العبارات التي بدت من يوميات المواطن اللبناني والسبب هو غياب الدولة والمؤسسات والرقابة الشاملة، بينما وفي الوقت عينه التمدّد العشوائي للمدن يتطلب معالجة سريعة وخطط استراتيجية واسعة لحلّ هذا الاكتظاظ بالسكان.

وبما أنّ المسؤولين في سبات عميق وأصبحنا نعيش في شريعة الغاب يلزمنا ان نرضخ للأمر الواقع، ولكن ان تصل الأمور إلى أن تقوم رعية مار متر الأرثوذكسية في الأشرفية ببناء مبنى للسكن فوق مدافنها بحيث بات متعذراً أن يتعرف الأهالي على مكان دفن أحبائهم وزيارة مدافنهم، أصبح الموضوع خارج نطاق المنطق وأصبح احترام حرمة الميت والمكان غير ضروريين، والأقبح من كل هذا هو عدم ترميم القبور منذ انفجار مرفأ بيروت في آب 2020 على الرغم من كل المساعدات التي أتت إلى هذه الرعية لترميم القبور.

في هذا السياق، قال مواطن ذهب لزيارة مدفن والديه لموقع “vdlnews”: “تفاجأنا أمس بهذا المبنى الموجود فوق المدافن وهو كان في البداية “foyer” ولكن لا أحد يذهب للسكن هناك لأنه موجود فوق المدافن تماماً”.

وأشار إلى أنّه “مؤخرا أصبح هناك مركزان في مبنى مركز القديس باييسيوس ومركز القديس بورفيريوس”، موضحاً أنّ “هذا مخالف لقانون الكنيسة وخرق لحرمة الميت، واعتقد أن هذا قد تمّ بناؤه دون رخصة من قبل محافظ بيروت”.

وبناء على شكوك المواطن الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه، تواصل موقع “vdlnews” مع كاهن الرعية الأب ديمتري خوري لنأخذ برأيه وسبب وجود هذه المباني فوق المدافن، فأتى الرد بطريقة امتعاض وانزعاج شديد وقال: “مين هيدا المواطن لخبرك؟ وشو بدك تعملي يعني إذا خبرك هيدا الموضوع؟” وتابع: “اذا بدو شي يجي يحكينا النا لأن ما بيعرف شو في بقلب الكنيسة”، ثمّ أغلق الخط في وجهنا.

ثمّ عاود موقع vdlnews المحاولة مرة ثانية والاتصال بالأب يوئيل ناصيف والاخير قد رد على السؤال قائلاً: “أنا رح جاوبك مثل ما جاوبك الاب خوري ويلي عندو شي يجي يحكينا نحنا موجودين بالكنيسة من الـ 7 الصبح للـ 5 ونحنا منخدمه واذا ما مشي الحال يرفعها للاعلام”.

وهنا يبقى السؤال: هل يعقل هذا الحديث من كهنة الرعية المعنيين مباشرة بهذا المشروع؟ وهل يجوز أن يتصرف الكهنة بهذه الطريقة وأن يغلق الخط بوجه من أراد طرح اشكالية معينة؟ وان لم يكن هؤلاء يشعرون بأن هذا المبنى مكانه غير صحيح لماذا لم يجيبوا على السؤال؟ فهذا يجعلنا نضع شكوكاً وأسئلة عديدة حول هذا المشروع، ويبقى السؤال، هل كهنة هذه الرعية مستفيدون مادياً وأصبحت مشاريع الكنيسة للتجارة فقط؟

بدوره أكد الأستاذ فيليب سعيد مساعد متربوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة لـ”vdlnews” أن “المباني التي تمّ إنشاؤها هي لنشاطات الشبيبة ولأولاد الرعية والأكيد أنّها تمّت بعلم المطرانية”، وحول ما اذا قانون الكنيسة يسمح ببناء مشاريع ترفيهية أو غيرها على المقابر، رأى أن “المدافن لا تزال موجودة ولم يقترب منها أحد ولم يقم أحد بتدنيسها”.

إلى ذلك، أكدت مصادر كنسية “أن القيام بإنشاء مبانٍ فوق المقابر بحاجة إلى موافقة المطران، ورأى ان “لا مانع من أن يكون هناك مركز ولا قانون يمنع الموضوع والمطران اذا وجد ان هذا يجوز فسيوافق عليه”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى