بأقلامهم

الميلاد في قلوبنا،الجنوب في قلوبنا

لكل أب ولكل أم ولكل طفل ميلاد مجيد،ميلاد طفل المغارة يسوع المسيح،الهدايا والطاولة التي تجمع الأحبة نتمنى أن لا تفارق أي بيت،الدفء والقلوب الصافية بين الأهل والأحباب فهذا هو معنى العيد،ولبناننا الحبيب هو العيد.
لكن،في الجنوب،أب وأم وطفل وجندي لم يستطيعوا أن يعيشوا دفء العيد،كيف يكون العيد وصواريخ العدو تتساقط فوق القرى،وهل ننتظر العيد فيما شبح الحرب يسيطر على جنوب الخيرات والأعياد؟
نعايد أهل الجنوب الصامدين،الذين يعانون الأمرّين،مرّ قصف العدو الإسرائيلي الغاشم لقرى تريد أن تستقبل يسوع بفرح العطاء وقسوة الدولة وممثليها وبعض اللبنانيين الذين تناسوا الجنوب وجعلوه في غياهب النسيان وكأن الحرب والعدوان هو على كوكب آخر،فيا أيها الجنوب العزيز لم يعد لك فعلاً سوى المخلص يسوع.
نعايدهم وفي قلبنا غصة لما آلت إليه الأمور،العيد يجب أن يكون للجميع ولكل لبنان ولكن نقصت مائدتنا بغياب أهلنا في الجنوب.
لا يمكن أن يكتمل العيد بغيابه عن أهلنا وأحبتنا في الجنوب في القرى التي اعتادت أن تحيي العيد بأبهى الحلل وتهلل للمسيح المخلص،ولم يعد لها سوى يسوع مخلصاً.
رجاؤنا الدائم أن يكون ميلاد المخلص يسوع خلاصاً لكل لبنان وخلاصاً للجنوب الذي يعيش أحداثاً مهولة يكاد الإعلام لا يستطيع التعبير عنها،إنها الحرب بكل معناها.
رجاؤنا أيضاً في ميلاد المسيح أن تنتهي الحرب على الأرض وفي النفوس،أن يعود الأمن والأمان لكل لبنان وللجنوب خصوصاً فالعيد هو بالشعور بالآخرين والجنوب في قلوبنا وبعمق مشاعرنا وأحاسيسنا،فالعيد فرحة والفرحة لا تكتمل إلا عندما يكون الأهل والأحبة بخير والجنوب بألف خير.
ميلاد مجيد وليكن يسوع المخلص بميلاده وبحق النور والحياة بداية لخروج لبنان من الظلام وعنواناً لخلاصه.

*البروفيسور جيهان جبور طوق، كلية العلوم – الجامعة اللبنانية *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى