أبرز الأخبار

أميركا تسعى لنشر اليونيفيل جنوب الليطاني وابعاد الجيش والمقاومة معا

لفتت مصادر ديبلوماسية للديار الى ان هناك تحديا كبيرا امام «اسرائيل» التي ترفض العودة الى ما قبل 7 تشرين، اي عملية طوفان الاقصى في غزة وفي جنوب لبنان. وتدفع باتجاه تطبيق القرار 1701 في جنوب لبنان لعودة مستوطنيها الى الشمال، والى اخراج حماس كليا من قطاع غزة لحماية مستوطني غلاف غزة. وعليه، تطالب «تل ابيب» الدول المتضامنة معها، سواء الولايات المتحدة الاميركية او فرنسا او دول غربية اخرى، العمل على تحقيق هذا المطلب.

واشارت هذه المصادر ان كل الموفدين الذين اتوا الى لبنان، بدءأ من الموفد الاميركي آموس هوكشتاين، مرورا بمسؤول الاستخبارات الفرنسية السابق برنار ايمييه، وصولا الى وزير الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا، كان لهم هدف واحد هو التشديد على ضرورة تطبيق القرار 1701 بالطرق الديبلوماسية، وهي اخلاء حزب الله منطقة جنوب نهر الليطاني. اما «اسرائيل» فتهدد علنا بان يبتعد حزب الله عسكريا عن جنوب الليطاني، والا ستذهب بعملية عسكرية لابعاده بالقوة. وهنا تقول المصادر الديبلوماسية ان الامور لن تتبلور الا عندما تشارف الحرب في غزة على نهايتها.

وفي السياق ذاته، اعتبرت اوساط سياسية ان جيش الاحتلال بعيد عن الواقع ويضع سقوفا عالية. وبمعنى اخر، ان العدو الاسرائيلي لو كان سجل مكسبا ميدانيا في غزة بوجه كتائب القسام، فمن المنطلق العسكري والامني والمنطقي ان يفرض شروطه في قطاع غزة لينتقل لاحقا الى المطالبة بتنفيذ 1701 في جنوب لبنان. لكن حتى الحظة، الاشتباكات بين جيش الاحتلال وبين «القسام» والجهاد الاسلامي متواصلة، والمقاومة الفلسطينية لا تزال في موقع قوة. وهنا السؤال الذي يطرح نفسه: «هل بامكان الدولة العبرية ان تفرض شروطها، وجيشها لم يتمكن حتى اللحظة من تحقيق انجاز عسكري يطيح كتائب القسام والجهاد الاسلامي في قطاع غزة؟» واضافت الاوساط السياسية:» بناء على اي مكسب ميداني تستند الدولة العبرية لتطالب حزب الله بالرجوع الى شمال الليطاني؟».

من جهتها، قالت اوساط مقربة من المقاومة ان الموجة الاخيرة التي تتبناها الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا ودول غربية اخرى في الضغط لتعديل القرار 1701 والتشديد على رجوع حزب الله الى شمال الليطاني، رغم ان موازين القوى ليست لمصلحتهم حتى اللحظة نظرا الى الحرب الدائرة في قطاع غزة، تأتي من منطلق تعامل دولة عظمى مع دولة ضعيفة. العنجهية التي هي لغة الاميركيين، تمنحهم البعث برسائل الوعيد والترهيب لحزب الله من اجل عودة المستوطينين الاسرائيليين الى منازلهم في شمال فلسطين المحتلة وتقديم اقتراحات، ابرزها انسحاب «اسرائيل» من مزارع شبعا مقابل انسحاب حزب الله من جنوب الليطاني. وانطلاقا من هذه المعطيات، اكدت الاوساط المقربة من حزب الله ، ان هذا الامر مستحيل ولا يمكن للمقاومة ان تقبله لا من بعيد ولا من قريب. واشارت الى ان حزب الله وصله رسائل كثيرة من الموفدين الغربيين بطريقة غير مباشرة، انما «الحزب» لم يرد على اي منها ولم يعلق لا سلبا ولا ايجابا.

اما الامر الخطر الذي يطرحه الاميركيون والفرنسيون من مخطط لجنوب لبنان، فهو اعترافهم بان الجيش اللبناني غير قادر على الدخول الى الجنوب وملء فراغ حزب الله. لذلك تريد واشنطن وباريس ان تنتشر فقط قوات اليونيفيل في جنوب الليطاني، دون اي وجود للجيش اللبناني. وهو مخطط يمس السيادة اللبنانية بشكل فاضح. هذا السيناريو الذي يركبه الاميركيون والفرنسيون دون اي تعاط او تفاوض مع حزب الله لابعاده الى شمال الليطاني، هو سيناريو غير واقعي. اضف على ذلك، رأت الاوساط المقربة من المقاومة ان السيناريو الذي تريد تطبيقه الولايات المتحدة الاميركية لضمان امن «اسرائيل»، يصطدم باستراتيجية الحزب الذي يضع من ضمن خططه الدخول الى الجليل، وفقا لسير المعركة بين كتائب القسام والجهاد الاسلامي وبين جيش الاحتلال في غزة. وهنا رأت هذه الاوساط ان واشنطن وباريس منفصلتان عن الواقع، خصوصا ان امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله اعلن ان جبهة الجنوب تساند المقاومين في غزة، وما لم تنته حرب غزة فالمواجهة مع العدو الاسرائيلي ستستمر. واضافت ان مقاومي حزب الله مهيَّؤون ومدربون للعبور الى داخل فلسطين، وربما ابعد من الجليل في حال اخطأ العدو الاسرائيلي في حساباته، كما ان حزب الله لن يعطي هدايا في ظل المعاناة التي يعيشها اهل غزة.

الديار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى