أبرز الأخبارأخبار دولية

رَفْضُ الوثيقة يخرج الى العلن في الكنيسة الكاثوليكية إعلان أساقفة الكاميرون تمردهم على وثيقة البابا بشأن المثلية الجنسية ومباركة “الأزواج المثليين”.

Almarsadonline

في مواجهة الانتهاكات الدلالية، التي تهدف إلى تشويه قيمة الواقع والمعنى الحقيقي لمفاهيم الأسرة، والزوجين، والشريك، والجنس، والزواج،
وأمام موجة السُخط والأسئلة والقلق التي أثارتها الوثيقة الصادرة من الفاتيكان في ١٨ كانون الأول ٢٠٢٣ : Fiducia Suplicans ، بين شعب الله، بشأن مسألة مباركة الأزواج المثليين،

فباسم حقيقة الإنجيل، ومن أجل كرامة الإنسان وخلاص البشرية جمعاء في يسوع المسيح،
نحنُ، أساقفة الكاميرون، فيما يتعلّق بموضوع المثلية الجنسية ومباركة “الأزواج المثليين، نعلنُ بالإجماع ما يلي:

1. وفقًا لإعلاننا بشأن المثلية الجنسية لعام 2013، نؤكِّدُ من جديد وبثبات، حقيقة الكنيسة الأمّ والمربّية، التي تعلِّم قدسية الهوية الجنسية للرجل والمرأة المخلوقَيْن على صورة الله (تك 1، 26)، وعلى كرامة حياتهما الجنسية، والزواج الذي يؤسِّس الأسرة.
إن الإنسان مخلوقٌ ذكراً وأنثى: “ذكراً وأنثى خلقهما” (تك 1: 26). وإنّ هذا الاختلاف الثابت بين الرجل والمرأة والذي يؤسِّس علاقتهما وتكاملهما، يتحقّق فقط في رباط الزواج.

2. المثلية الجنسية تزيِّف الأنثروبولوجيا البشرية، وتستخفّ بالجنس والزواج والأسرة، أساس المجتمع. وفي الثقافة الأفريقية، لا تشكِّل هذه الممارسة ( الشاذة) جزءاً من القيَم الأسرية والاجتماعية، بل إنها انتهاكٌ صارخٌ للتراث الذي أورثهُ لنا أجدادنا. وفي تاريخ الشعوب، لم تؤدِّ الممارسات الجنسية المثلية قطّ إلى تطوّر مجتمعيّ، بل هي علامات واضحة على انحطاط الحضارات الداخلي.
في الواقع، المثلية الجنسية تؤلِّب الإنسانية ضدّ نفسها وتدمِّرُها.

3. يُساءُ فهْمُ الهوية العميقة للجنس، ويتمّ تحويلها وتحريفها خارج العلاقات الزوجية بين الرجل والمرأة. وبالتالي، فإنّ الأفعال التي تتمّ في إطار المثلية الجنسية، ليست “جنسية”، بل “علاقات غير طبيعية”. (رومية 1: 26)

4. الزواج هو مؤسّسة تشرِّعُ العلاقات الجنسية، والبنوّة لتأسيس أسرة جديدة. إنه اتحاد رجل وامرأة يلتزمان بالحياة الزوجية، وتأسيس أسرة، والعيش متَّحِدَين في الحبّ. إنّ إتّحاد المثليين ليس زواجاً. إنه يشوِّهُ معنى الزواج من خلال اختزاله في رباطٍ عقيمٍ، لاهثٍ خلف المتعة، ومُنحَرِف
: “إنه العارُ ، بين رجل ورجل” (رومية 1، 26).

5. للرجل والمرأة الحقّ الطبيعي في أن يتولّى كلٌّ منهما خصوصية طبيعته. وهو حقّ ثابت وغير قابل للانتقاص ومنظَّم، يجب النظر إليه في سياق الزوجين والحياة الجنسية والأسرة، كأساس لأبوّة الرجل وأمومة المرأة. إن التوجّه الحرّ للحياة الجنسية الذي يلوِّح به المروِّجون للمثلية الجنسية هو إنكار لهذا الحقّ.

6. المثلية الجنسية ليست حقاً من حقوق الإنسان، إنها خللٌ يُلحِق ضرراً بالغاً بالإنسانية، لأنه لا يرتكز على أيّ قيمةٍ خاصة بالإنسان: “إنها رجاسة”. (لاويين 18، 22). ورفضها لا يشكِّل بأيّ حالٍ من الأحوال تمييزاً ؛ بل حماية مشروعة للقيم الإنسانية الثابتة، في مواجهة الرذيلة، التي أصبحت موضوعاً للمطالبة بالاعتراف القانوني، وتشكّل اليوم موضوعاً للبركة.

7. في المصطلح الحرفي، “البركة هي قَوْلُ الخير”. وأمّا بأننا نقول أشياء جيدة من خلال مباركة “الزوجين المثليين”، فهذا سيكون بمثابة تشجيع على اختيار وممارسة الحياة التي لا يمكن الاعتراف بها، على أنها موجَّهة بشكلٍ موضوعي إلى مخططات الله المعلَنة. ولذلك، فإننا نعلنُ عدم الامتثال لأيّ شكلٍ من أشكال البركة التي تميل إلى الاعتراف بـ “الأزواج المثليين” كحالة حياة.

8. وفاءً لهذا التعليم المستمرّ للتقليد الكنسي، الذي يعلن أنّ أفعال المثلية الجنسية هي فوضى جوهرية ومخالفة للقانون الطبيعي (التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية رقم 2357)،
نحن ُ، أساقفة الكاميرون، نكرِّرُ عدم موافقتنا على المثلية الجنسية، والزواج من نفس الجنس.

9. ولذلك، فإننا نحظِّرُ رسميًا جميع بركات “الأزواج المثليين” في كنيسة الكاميرون.

10. بما أن الله لا يريد موت الخاطئ، بل أن يتوب ليبلغ إلى الحياة الأبدية، فإننا نطلب من الأشخاص الذين يميلون إلى المثلية الجنسية، اللجوء إلى صلاة الكنيسة ورأفتها، لكي يتحوّلوا تحوّلاً جذريًا. كما ندعوهم إلى الخروج من عقلية الضحية، التي يستمتعون فيها، باعتبار أنفسهم “ضحايا” و”ضعفاء” و”أقليات”، من أجل اغتنام فرصة التوبة التي يمنحها الله لهم، في النداءات المتعددة لكلمته في الكتاب المقدس.
حُرِّر في ياوندي ( الكاميرون)
في 21 ديسمبر 2023

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى