أبرز الأخبار

أبرز ما تناولته الصحف الصادرة اليوم ١٨ / ١٢ / ٢٠٢٣

 كتبت النهار 

تتبدل وجوه واسماء، لكن الكويت واحدة، ولم تتبدل طبيعتها، ولم يتغير دورها التوافقي في ما بين الاطراف المتباعدة. اليوم تودع الكويت اميرا، وتحتفي بأخر، يكمل المسيرة التي بدأها اسلافه وتعاقبوا عليها. ولعل العلاقة المميزة مع لبنان، مردها الى التشابه البنيوي بين البلدين، لذا امكن الكويت قيادة وشعبا، ان تفهم التركيبة والصيغة اللبنانية، وتتعامل معها بكل انفتاح.

تتشابه دولتا لبنان والكويت الى حد بعيد، وقد عاشتا ظروفا متقاربة، وتعرفان ايضا المحن والتوترات السياسية مع فارق كبير في شكل التعبير عنها ميدانيا. ولعل الكويت سبقت لبنان في مشاركة المرأة الفاعلة في السياسة. وهي تسبق لبنان حكما في عملية انتقال السلطة كما حصل بالامس، مع رحيل امير الكويت الشيخ نواف الأحمد الصباح، وتولي شقيقه الشيخ مشعل الاحمد الصباح.

في كتابه المعنون “قراءة في تاريخ العلاقات الكويتية – اللبنانية”، يصف الكاتب حمزة عليان البلدين بأنهما متشابهان بقدر الجغرافيا السياسية والحدودية، وكلاهما دفع ثمن موقعه وتميزه.

ويضيف “ولانهما متشابهان في المظهر الاجتماعي والحريات العامة، فقد كانت علاقتهما عفوية تلقائية، ثم حميمية دافئة ومميزة، الرسمية منذ ما يقرب من ستة عقود، والشعبية منذ ما يزيد على ثلاثة ارباع القرن. التشابه افرز جملة من التعقيدات، جمعت قدرا كبيرا من ظلم الجغرافيا والتاريخ، عندما جعلت من كليهما مطمعا لجيران اقوياء تنتابهم حالات من جنون الهيمنة. والقدر الجغرافي لم يحم النظامين من الهزات والارتدادات نظرا الى اجواء الحريات التي يعيشها المجتمعان والدولتان مقارنة بالجيران الذين امتعضوا من تلك الممارسات وما تسببه من اذى وتأثير سياسي وثقافي واجتماعي مباشرين على ذلك النمط الشمولي من الانظمة السياسية السائدة في مجتمعاتهم”.

والعلاقات الرسمية بين البلدين تعود إلى عام 1961 حينما اعترف لبنان باستقلال الكويت، وكان من ضمن الدول الأسرع اعترافا بالاستقلال، الأمر الذي رد عليه العراق بطرد السفير اللبناني لديها معتبرا اعتراف لبنان باستقلال الكويت “بادرة عدائية” تجاه بغداد. وفي عام 1963 أوفدت الكويت أول سفير لها الى لبنان الذي قدّم أوراق اعتماده للرئيس فؤاد شهاب.

تُرجع كتب التاريخ العلاقات بين البلدين إلى العشرينيات من القرن الماضي، عندما التحق عدد من الطلبة الكويتيين بالجامعات والمعاهد اللبنانية، ثم في الاربعينيات شهد لبنان للمرة الأولى توافد الكويتيين على لبنان من أجل السياحة والتجارة، وفي منتصف الخمسينيات قُدّر عدد اللبنانيين في الكويت بنحو ألف شخص، وكان بإمكان اللبناني أن يدخل الكويت ويخرج منها من دون تأشيرة. وفي عام 2001 أصدرت الحكومة اللبنانية قرارا بإلغاء تأشيرة الدخول للمواطنين الكويتيين. وارتفع عدد الجالية اللبنانية في الكويت من 45 ألف في الثمانينات، إلى أكثر من 70 ألفاُ قبل جائحة كورونا، وفق احصاءات غير رسمية.

وفي تشرين الاول 1988، قادت الكويت تشكيل اللجنة السداسية التابعة لجامعة الدول العربية لحل الأزمة اللبنانية الداخلية وإقرار وثيقة الوفاق الوطني وانتهت باتفاق الطائف عام 1989. فيما كان رئيس الوزراء سليم الحص أول من أدان الغزو العراقي لدولة الكويت عام 1990. ثم تجسد الدعم المادي والسياسي الكويتي للبنان بعد حرب تموز 2006.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى