أبرز الأخبار

صراع الكتائب- القوات الخفي

نجح حزبا القوات والكتائب مرة جديدة في تجاوز “قطوع” كاد يؤدي الى افتراقهما العلني مجددا. فهما اللذان استعادا علاقتهما التي انقطعت لسنوات بعد قرار معراب انتخاب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون رئيسا عام ٢٠١٦، لم يتمكنا من القفز بعد فوق كل التراكمات. كيف لا وزعيماهما، سمير جعجع وسامي الجميل لم يلتقيا منذ سنوات والسبب الرئيس عدم استعداد اي منهما للتنازل لزيارة الآخر في مقر اقامته او حتى للتلاقي في منطقة محايدة!

 

في معركة التمديد الاخيرة التي ربحتها قوى المعارضة بشكل اساسي بتقاطع مصالح مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري، كان الخلاف القواتي- الكتائبي في مقاربتها كبيرا جدا رغم المحاولات الحثيثة للطرفين لاظهار ان ما يحصل يؤدي تلقائيا الى نوع من التكامل.

فتمسك القواتيين بالتمديد في مجلس النواب واعتبارهم ان ذلك يحصّن اي قانون سيصدر قابله اعلان كتائبي واضح وصريح مفاده ان الحكومة هي المكان الصحيح للتمديد واعتبارهم ان الطعن امام مجلس شورى الدولة سيكون اصعب بكثير من الطعن امام المجلس الدستوري.

 

اذا هما قراءاتان قانونيتان مختلفتان تماما ان لم نقل متعارضتين بين القوات والكتائب، ما ادى الى قرار “الجمهورية القوية” المشاركة في جلسات التشريع ولو على مضض مقابل تمسك الكتائب بعدم الحضور والاكتفاء بتأمين النصاب مع عدد من نواب التغيير او تثبيته عند طرح بند التمديد على التصويت.

وتعتبر مصادر مواكبة عن كثب لعلاقة الطرفين انه في “هذه المعركة الكتائبية- القواتية البعيدة عن الاضواء ربح الكتائبيون لا شك، وان كانوا فضلوا لو بقي النصاب مؤمنا من دون اضطرارهم للدخول الى القاعة العامة والتصويت لصالح التمديد”، لافتة في حديث لـ “الديار” الى انه “صحيح ان معراب ربحت المعركة بوجه رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل رغم محاولة الاخير ومناصريه التصويب على قفز حزب القوات فوق مبادئه ومواقفه السابقة القائلة بعدم وجوب التشريع بغياب رئيس الجمهورية، الا انها تلقت هدفا من الصيفي في مرماها اذ بدا ان حسابات سامي الجميل السياسية كانت أدق”.

وتعتبر المصادر ان “هذا الصراع الخفي بين الجميل وجعجع كان ليخرج بقوة للعلن في حال فشل التمديد في مجلس النواب نتيجة فقدان النصاب وعدم مشاركة نواب “الكتائب” الـ٤ في الجلسة. الا ان ما حصل، وهو كان مدروسا تماما لا شك، جنبهما الطلاق مجددا واظهر عن نجاح مبهر للجنة التي تتولى التنسيق بين قوى المعارضة”.

لكن تفادي هذا المطب بنجاح لا يعني تلقائيا ان علاقة الكتائب- القوات لن تتهاوى عند اي مطب مقبل نظرا لان الطرفين لم يتكبدا عناء المصارحة والمصالحة والبدء بالبناء “عنظيف” بعد خلافات السنوات الماضية. فما جمعهما ويجمعهما راهنا ليس الا تقاطع مصالح وعدوا لدودا واحدا هو “التيار الوطني الحر”، من دون ان يقلل ذلك من اهمية هذا التلاقي الذي افقد باسيل الاكثرية المسيحية التي لطالما كان يتغنى بها. فتجربة التمديد اكدت ان هذه الاكثرية باتت في مكان آخر تماما وانه ومع انتخاب رئيس جديد وبخاصة في حال تم انتخاب قائد الجيش العماد جوزيف عون رئيسا، سينتقل “الوطني الحر” مجبرا الى صفوف المعارضة، مع ترجيح عودة طرفي الكتائب والقوات بعد طول غياب الى السلطة.

بولا مراد- الديار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى