أبرز الأخبار

حزب الله يرفع dose المواجهة: ماهي مفاجآت الايام المقبلة؟

منذ الثامن من تشرين الاول الماضي أعطى حزب الله هامشا كبيرا لنفسه للتحرك على الجبهة الجنوبية وفق ايقاع معركة غزة وبالتوقيت التي تفرضه وقائع الميدان وتقرره غرفة العمليات المشتركة.

في اطلالته التي انتظرتها الدول المعنية بالحرب الاسرائيلية على غزة من خصوم محور الممانعة قبل الاصدقاء، كان امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله واقعيا في مقاربته لمسار الاحداث على الجبهة الجنوبية، فلم يقل ما كان ينتظره البعض ومنهم المتحمسين من المحور نفسه كالتوجه نحو توسيع الاشتباكات أو اقتحام مستوطنات على الحدود، بل ربط الاحداث وكما كان متوقعا بمسار الميدان الفلسطيني: فإذا كان هناك من داع لتوسيع الدائرة فالحزب جاهز، أما في حال استمرت الامور على ما هي عليه اليوم من خروقات محدودة في القطاع فالحزب يكتفي بالكورنيت وبإدخال صواريخ جديدة على المعادلة ولكن بكميات قليلة نسبة للعمليات اليومية التي يشنها على الجبهة.

في المعلومات المتوافرة من مصادر مقربة من محور الحزب فإن نصرالله أراد ايصال رسالة للاميركيين ترتبط بفرض هدنة انسانية داخل قطاع غزة تتضمن وقف الغارات الجوية على المدنيين من قبل اسرائيل والسماح للطواقم الطبية والمساعدات الانسانية بالدخول بشكل كبير الى القطاع الذي يعاني من استنزاف كبير على كافة المستويات، على أن تبدأ مرحلة التفاهم السياسي على صفقة تبادل الاسرى وهي تتضمن في المرتبة الاولى اخراج قيادات حماس من السجون اضافة الى الاسرى الآخرين والذين تتجاوز أعدادهم الآلاف، على أن تكون هذه الصفقة مقدمة لتفاهمات أخرى ترتبط بالجبهة الجنوبية والشمالية لاسرائيل وكيفية التعامل مع حماس في المرحلة المقبلة في مقاربة تحد بشكل كبير استنزاف الجيش الاسرائيلي.

والى أن تتبلور صورة التفاهمات الموعودة من قبل الاميركيين والاوروبيين، يتجه حزب الله وفق المعطيات التوافرة نحو توسيع رقعة الاشتباكات هذا الاسبوع على أن يُدخل منظومة صواريخ جديدة تضاف الى الكورنيت والبركان الذي ظهر قبل يومين. وهذه المرحلة من المواجهة ستكون مقدمة للتصعيد الميداني الكبير الذي يفتح معه كل الاحتمالات العسكرية، وهو ما تبلغته أجهزة الاستخبارات الغربية من بعض الوسطاء الذي يتواصلون مع قيادة حزب الله. وتشير المعلومات أيضا الى أن الحزب وضع في المرحلة المقبلة بنك اهداف داخل المستوطنات الاسرائيلية على الحدود جنوبا لا تقتصر فقط على المواقع العسكرية بل قد تمتد نحو مؤسسات اسرائيل الخدماتية وهي التي يعتبرها الحزب أهدافا مشروعة طالما أن اسرائيل تقصدت الحاق الضرر بالمزارع الجنوبي وبالمنازل المأهولة بالسكان.

نصرالله الذي ترك كل الاحتمالات مفتوحة على الجبهة الجنوبية، أعلن في الوقت نفسه ان التصعيد سيكون سيد الموقف وستتدرج عمليات المقاومة وفق ما هو مرسوم. وانطلاقا من ذلك ثمة مؤشرات غربية تؤكد أن ادارة الرئيس الاميركي جو بايدن تضغط على الحكومة الاسرائيلية لفرض هدنة ايام لاستيعاب الضغوط الدولية الكبيرة على اسرائيل والسماح أيضا للجهود الدبلوماسية بالوصول الى نهاية سعيدة بشأن صفقة التبادل التي تديرها قطر. ووفق هذه القاعدة تم ابلاغ حزب الله عبر الوسطاء أن الهدنة الانسانية في غزة ستكون أمرا واقعا في الايام المقبلة وأن الادارة الاميركية حريصة على عدم توسيع رقعة الاشتباكات جنوبا والحفاظ على قواعد الاشتباك التي حددها القرار 1701، الا أن حزب الله أبلغ الوسطاء أنه غير معني بكل ما تقوله الولايات المتحدة وخططه العسكرية مرهونة فقط بالميدان الغزاوي وبحسابات الفصائل الفلسطينية في القطاع، فإن طلبت الدعم من الحزب سيكون جاهزا في أي توقيت يتم تحديده، وهو الامر الذي تخشاه الولايات المتحدة لأنها لا تريد اقحام اساطيلها في الحرب التي وان بدأت في الجنوب اللبناني ستمتد حكما الى الجبهات الاُخرى وقد تصل الى مواجهة مباشرة مع ايران.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى