أخبار دولية

حدود الفرص لطرح الانتصار الحمساوي بين الواقع والأمل

معتز خليل / المرصد اونلاين

خلال الساعات الماضية توجه مدير المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية إلى العاصمة الإيرانية طهران ، في رحلة كان الهدف منها :
1- التباحث مع شخصية أمنية (استخباراتية)في إيران حول ما يمكن وصفه بالخروج الحمساوي اللائق من الحرب
2- الحديث عن أهمية دخول حزب الله في المعركة ، خاصة وأن الكثير من التقديرات السياسية تشير إلى أن حركة حماس تتمتع بقوة كبيرة في لبنان، وتنشط بحرية تامة ولا تتحمل أي مسؤولية تجاه المدنيين اللبنانيين. وفقدت القوى الأمنية في لبنان أي قدرة على السيطرة على أنشطة حماس.
3- التوصل إلى صيغة سريعة لوقف الضربات العسكرية الإسرائيلية ضد قطاع غزة في أقرب وقت
4- العمل الجدي على ترميم العلاقة مع بعض من الأنظمة والأحزاب السياسية في الدول العربية والعالم عقب ما حصل في السابع من أكتوبر أو ما يعرف باسم السبت الأسود في إسرائيل.
5- بحث ما يتم تداوله بشأن مغادرة عناصر حركة حماس قطاع غزة إلى اليمن ، وهو أمر تواجهه الكثير من المشاكل والتحديات ، خاصة مع ما يمكن أن تسببه هذه الخطوة لحمل سياسي وعبء استراتيجي على اليمن لا تستطيع تحمله في المستقبل إن عادت هذه القيادات ومارست أنشطتها وضرباتها ضد إسرائيل(هناك تقدير أمني إسرائيلي يوضح ارتباط جماعة الحوثيين بعدد من المهندسين الفلسطينيين في بعض من الدول الآسيوية ممن يصدروا لها تقنيات الطائرات المسيرة، وهو ما قد يجعل من اليمن مركزا حمساويا لضرب إسرائيل بهذه الطائرات حال انتقال هذه القيادات إليه)
6- الزيارة تأتي حاليا في ظل أحد أكثر السيناريوهات التي تخشاها إسرائيل الآن ، والذي يتمثل في توسع القتال بانضمام حزب الله إلى الحرب، وإن كان ذلك مرهوناً بحسابات معقدة للحزب في الداخل اللبناني، وفي إيران التي تعرف جيداً أنها ستكون المتهم الأول بتحريك الجبهة اللبنانية أمام المجتمع الدولي.
7- اللافت أن الزيارة تزامنت أيضا مع حديث أميركي يشير إلى أن جهاز المخابرات يرى أن إيران ووكلائها يسعون إلى تجنب حرب أوسع مع إسرائيل
ويوضح تقدير أمني أميركي إن طهران تعلم أنه إذا قام حزب الله بتصعيد الصراع مع إسرائيل أو الولايات المتحدة، فمن المرجح أن يثير هجمات مضادة مباشرة ضد إيران قد تكون مدمرة لها و ولهذا كانت حتمية حضور هنية إلى إيران.
ويضيف التقدير إن ذلك النوع من الهجمات التي شنتها مجموعات مختلفة بالوكالة ضد إسرائيل والولايات المتحدة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، دفعت الولايات المتحدة إلى نشر أصول عسكرية كبيرة، وأجبرت إسرائيل على نشر قواتها وذخائرها، وسمحت بأن يُنظر إلى إيران على أنها “تفعل” “شيء ما” بشأن مقتل الفلسطينيين في غزة، قال هذا الشخص – كل ذلك مع تجنب الصراع المباشر.
غير أن ما يستمع إليه هنية في إيران يصطدم حاليا بعدد من المعطيات السياسية على الأرض ومنها:
أ‌- لم تتصور حركة حماس إمكانية حصول الانتصار على إسرائيل بهذه الصورة المدوية
ب‌- الانتصار الذي حققته حماس دفع بإسماعيل هنية في كلمة له للقول بأن مطالبه لوقف إطلاق النار تتمثل في إنشاء دولة فلسطينية عاصمتها القدس ووقف الضربات الإسرائيلية وتوفير سبل الحياه الأفضل إلى قطاع غزة
ت‌- من الواضح أن هنية كان مصابا بالاضطراب خاصة وأن تحليل كلمته سياسيا حمل عدد من الرسائل ومنها مثلا :
1- عدم وضع أي اعتبار للسلطة الفلسطينية
2- عدم وضع أي اعتبار للفصائل الفلسطينية الأخرى ومنها مثلا حركة الجهاد الإسلامي التي حاربت معه
3- الحديث بصورة فضفاضة عن تكوين الدولة الفلسطينية دون الوضع في الاعتبار التحديات الإقليمية والدولية من أجل ذلك.
ويزيد من دقة الموقف وضع عدد من المفكرين في الحركة تقديرا استراتيجيا عن تداعيات هذه العملية ، وبالطبع لم يخلو التقدير من الإشادات ومدح العملية ولكنه قال ما يلي:
1- أن هناك أطرافا عربية وتحديدا السعودية وبالأخص الأمير محمد بن سلمان والتي لن تنسى هذا الموقف
2- تعتبر السعودية أن ما قامت به حماس كان موجها في الأساس لوقف عملية التطبيع السعودي الإسرائيلي ، وهو ما اعترفت به الكثير من الدوائر بعد العملية
3- هناك قضية أخرى كتبها أحد المفكرين من الحركة تتعلق بصورة حركة حماس في العالم ، حيث كان أحد الأهداف الرئيسية من العملية هو القاء القبض على عدد من الجنود والعسكريين ومبادلتهم بالأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية
4- ما حدث هو حصول انتهاكات قام بها العسكريون الفلسطينيون تتمثل مثلا في قتل بعض من أبناء عرب الداخل والمقدسيين ، وهو ما تسبب في قلق بالغ للحركة
5- الانتهاكات طالت أيضا بعض من المدنيين الإسرائيليين ، والمقصود هنا النساء وكبار السن والأطفال ممن خطفهم المدنيون الفلسطينيون
6- لم تكن الحركة تتصور أن العملية ستنجح بهذه الطريقة ، وبالتالي لم تكن تتصور أن أمواج المدنيين ستتوافد على مدن غلاف غزة بهذه الصورة ، وهو ما تسبب في كثير من الانتهاكات التي وثقتها إسرائيل بدقة
تقدير استراتيجي
عموما بات من الواضح إن هذه الزيارة التي يقوم بها هنية إلى إيران تهدف إلى محاولة تخفيف الضغوط على إيران ، التي حققت عدد من النتائج الإيجابية المتميزة جراء هذا القتال ، غير إنها ووفقا للقاعدة الاستخباراتية المعروفة ، حصلت على قدر كاف من العصير الساخن في الكوب ، وأي زيادة لهذا العصير يمكن أن تحرق يد من يحمل الكوب .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى