أبرز الأخبار

هذا ما سيجري بعد خطاب نصرالله

محمد الجنون/لبنان24

بين خيارَيْ الحرب واللاحرب، يترقب اللبنانيون ما سيجري خلال الساعات المقبلة وتحديداً بعد خطاب الأمين العام لـ”حزب الله” السيّد حسن نصرالله، بعد ظهر اليوم الجمعة. فعلياً، الكل ينتظر ما سيجري بعد الكلام الحاسم فيما السؤال الأبرز الذي يطرح نفسه بقوّة هو التالي: كيف ستكون المواجهة ضد إسرائيل وسط حرب غزة، وماذا ستشهد جبهة جنوب لبنان ميدانياً بعد كلام نصرالله؟

في بادئ الأمر، إن أعلن نصرالله الحرب ضد العدو الإسرائيلي، عندها ستنتفي كل السيناريوهات الأخرى أبرزها خيار التهدئة. كلّ شيء وارد فعلياً، فمسألةُ اشتعال الجبهة تطرح نفسها بقوة.. ولكن إن لم يأخذ نصرالله مبادرة الحرب، فما الذي سيحصل؟

تقول مصادر مُقربة من “حزب الله” لـ”لبنان24″ إنه ما من أحد يعلم بما سيعلنه نصرالله، مشيرة إلى أنَّ الدائرة المسؤولة الضيقة في الحزب تدرس كل الخيارات الواردة، مؤكدة أن الأمور ستبقى قيد البحث حتى قبل الخطاب بدقائق.

بحسب المصادر، فإنَّ نصرالله لن يعلن عن أي قرار إلا بعد التشاور مع مجلس الشورى في “حزب الله”، والأمر هذا محسومٌ ولا نقاش فيه.

في الواقع، إن لم يعلن نصرالله المواجهة، فإنه حكماً سيدعو اسرائيل للمجيئ إلى ساحة المعركة، لكن الأخيرة لن تفعل ذلك لأنها متورطة في وحول حرب غزة. في الوقت نفسه، فإن نصرالله سيصعّد كثيراً في خطابه حتى أنه قد يعمد إلى الإعلان عن خطوات عسكرية موجعة ضد الإسرائيليين.

خلال الخطاب، يمكن أن يعطي نصرالله كلمة سرّ مفصلية ستؤدي إلى إطلاق المقاومة صواريخ باتجاه مواقع إسرائيلية تزامناً مع كلامه. إن لم يحصل ذلك في حينها، فإنَّ الأكيد هو أنّ مرحلة ما بعد الخطاب ستكون مختلفة عما قبله. هنا، فإن عمليات حزب الله ستختلف، نوعية الأهداف ستتغير حتى أن الخسائر في صفوف الإسرائيليين ستزداد.

بحسب مصادر ميدانية، يتوقع أن يرفع الحزب حدة قصفه للمواقع الإسرائيلية، علماً أن هذا الأمر برز مؤخراً خلال الساعات الماضية حينما كثف الحزب ضرباته ضد أكثر من موقع عسكري في آن واحد. عملياً، فإن ما حصل يوم أمس من توتر كبير واستهداف واسع للثكنات الإسرائيلية يشير إلى رسالة أراد حزب الله إيصالها، وهي أن الجبهة في الجنوب ليست سهلة والأمور قابلة للتمدد أكثر، وبالتالي على الإسرائيلي إعادة حساباته.

ما يتضح هو أن آفاق المواجهة باتت تتوسع، فالحزب سيوسع نطاق جبهته بشكل تدريجيّ، لكن إسرائيل ستكون واقفة أمام رد موضعي كي لا تفتح الحرب على نفسها. ولكن، من يدري؟ الإسرائيليون يمعنون كثيراً في الغدر، ومن الممكن أن تكون ردودهم قاسية ضد لبنان عبر استهداف مدنيين مجدداً ولكن بنطاق أكبر. الأمر هذا وارد وقد يكون بمثابة استفزازٍ إضافي لـ”حزب الله” الذي سيعتمد تكتيك المواجهة الموسعة ولكن المضبوطة نوعاً ما.

في خلاصة القول، يمكن وصف دقائق خطاب نصرالله بـ”الحاسمة”، فإمّا الحرب الشاملة أو التهدئة الجزئية.. وفي كل الأحوال، لن تهدأ جبهة الجنوب إلّا بعد الهدوء في غزة.. حتماً، الجبهات مترابطة وهنا يتجلى مبدأ وحدة الساحات بتفاصيله الميدانية والعسكرية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى