أبرز الأخبارأخبار دولية

هجمات السابع من أكتوبر تدشن “الطريق الثالث” السياسي في إسرائيل

معتز خليل / المرصد اونلاين

جاءت هجمات السابع من أكتوبر الأخيرة لحركة حماس والتي تعرف في إسرائيل باسم يوم السبت الأسود لتزيد من أزمة الحكم الليكودي الحالي في البلاد.
وبعد سنوات من حكم الليكود ومن قبله سنوات وعقود من حكم اليسار المتمثل في حزب العمل ، جاءت هذه الهجمات لتزيد من دقة الأزمة السياسية التي يعاني منها الليكود ، وهو السلطة الحاكمة في إسرائيل ، الأمر الذي قد ينتهي بالإطاحة بهذا التكتل السياسي لعدة أسباب منها:
1- الخلاف المتفجر بين أقطاب المؤسسة العسكرية وفروعها الأمنية والاستخباراتية والعملياتية مع “شخص” بنيامين نتنياهو
2- تسبب نتنياهو في الكثير من الأزمات السياسية لإسرائيل ، وهي الأزمات التي تعصف بالمجتمع حاليا بصورة ربما لم تشهدها إسرائيل كدولة وتماثل ما تعرض له اليهود كجماعة في الحرب العالمية الثانية على يد القوات النازية.
3- جميع استطلاعات الرأي تؤكد “لجوء” الإسرائيليين إلى غانتس وانهيار شعبية الليكود ونتنياهو ، وفي استطلاع للوأي أجرى في السابع والعشرين من أكتوبر الجاري تفوق بني غانتس على نتنياهو بـ49% مقابل 28%.
4- يفتح هذا الطريق أمام حضور أحزاب مثل “هناك مستقبل” أو “الوحدة الوطنية” تحديدا للدخول وبقوة للساحة السياسية والإطاحة بأسطورة الحزب الواحد في إسرائيل ، وهو الليكود الذي وقعت في عهده الكثير من الأزمات التي انتهيت بزلزال أمني شاهده العالم في السابع من أكتوبر الجاري.
يمين الوسط
تتميز أحزاب الوحدة الوطنية بالكثير من الصفات السياسية المهمة التي تجعلها مرنة أكثر من الليكود ، مثل:
1- تمتعها بالكثير من المرونة لإنها في النهاية لا تمتلك تاريخ طويل وعريق مثل تكتل الليكود الذي يضع سطوة وقوة كبيرة
2- باتت القواعد السياسية لليكود في ظل التمدد اليميني المسيطر على الشارع الإسرائيلي تضع الكثير من مراكز القوة في يد رئيس التكتل وهو ما يؤدي إلى :
أ‌- تدشين لوبي دائم من أصحاب المصالح في التكتل
ب‌- طغيان قوة عائلة رئيس التكتل ماديا ، بصورة تجعلها أيضا تسيطر على القرار السياسي الإسرائيلي
ت‌- باتت القيود السياسية لتكتل الليكود الحاكم تمنع حتى أصحاب التاريخ والنفوذ من فرض رأيهم ، ومثال ذلك ما قام به رئيس الوزراء الراحل إرئيل شارون الذي أنفصل عن الليكود ودشن حزب كاديما أو إلى الأمام ، وهو الحزب الذي دشنه شارون لينفذ الكثير من الخطط السياسية التي كان يأمل بها.
فرضيات سياسية
بات من الواضح أن نتنياهو واللوبي المصاحب له في تكتل الليكود سيقضيان على سطوة تمتل الليكود ، وسيفتح الباب لأحزاب يمين الوسط ، التي تعكس الحالة المزاجية للشارع الإسرائيلي الذي يتأرجح بين اليمين واليسار (الوسط) ويميل في معظمه لليمين.
ويساعد على هذا :
1- تاريخ بيني غانتس العسكري الذي أنطلق من نهاية التسعينيات حتى تكلل عام ٢٠١١ بتوليه رئاسة هيئة الأركان.
2- حرصه على ضم طوائف وشرائح متعددة من المجتمع ، وهو ما يزيد من أهمية هذه الخطوة سياسيا ويكسب حزبه شعبيه واضحة.
3- تقديره واحترامه للآراء العسكرية وعدم دخوله في تحد معها .
4- غانتس شخص أكاديمي ، وله عدد من الدراسات العلمية العسكرية ، وهذه نقطة تميزه عن أي سياسي آخر.
تقدير سياسي
عموما من الواضح أن هناك الكثير من المشاكل التي ستواجه الليكود عقب انتهاء العملية العسكرية الحالية في غزة ، ومن الممكن آن تنهي هذه العملية مستقبل الليكود السياسي كحزب حاكم ، الأمر الذي يفسر رغبة نتنياهو الواضحة في تمديد زمن الحرب .
وعموما فإن الليكود ونظام الحكم في إسرائيل عقب السابع من أكتوبر لن يعود كما كان بعد هذا التاريخ ، الأمر الذي يزيد من دقة المشهد السياسي المتوقع بصورة كليه الآن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى